أخرجت فرق اﻹنقاذ التركية عدداً من اﻷشخاص، من تحت أنقاض المباني المدمرة، في جنوبيّ البلاد، خلال الساعات اﻷربع والعشرين الماضية، حيث أكدت السلطات استمرار العمليات، بينما أصبحت فرص النجاة نادرة على الجانب السوري من موقع الكارثة، بسبب نقص المعدات.
ونجحت الفرق التركية في إنقاذ رضيع يبلغ من للعمر 7 أشهر من تحت الأنقاض في ولاية “هطاي” بعد مضي 140 ساعة على الكارثة، وقالت رئاسة بلدية “قوجة إيلي الكبرى”، إن فرق إطفاء تابعة لها أنقذت الرضيع “حمزة”، وسلمته إلى فريق إسعاف لينقل إلى المستشفى.
وفي ولاية “قهرمان مرعش” أنقذت فرق الإغاثة والنجدة أسرة تركية من 3 أشخاص من تحت الأنقاض، بعد مضي 138 ساعة على كارثة الزلزال، وقالت وكالة “الأناضول” إن الفرق أخرجت المواطن “جلال طاشخان” وزوجته “ياسمين” وابنهما “أنصار” أحياء من الأنقاض، كما جرى تسليم أفراد الأسرة إلى فرق الإسعاف ليتم نقلهم إلى المستشفى من أجل العلاج.
وتمكنت أيضاً فرق الإنقاذ التركية من انتشال وإنقاذ شاب بعمر 27 عاماً، من تحت الأنقاض في “كهرمان مرعش” جنوبي تركيا، بعد 140 ساعة على وقوع الزلزال، فيما تمّ إنقاذ مواطن آخر يبلغ من العمر 35 عاماً في ولاية هاتاي بعد 149 ساعة من الهزة، باﻹضافة ﻹنقاذ رجل مسن.
وكان مفوض الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ، “مارتن غريفيث”، قد أعلن خلال زيارة أجراها لولاية “قهرمان مرعش” أمس السبت، أن عمليات الإنقاذ “بدأت تقترب من النهاية” في الولايات التركية المتضررة من الزلزال المدمر، وهي عشر ولايات، متحدثاً عن “مرحلة التعافي وبداية الإعمار، والتخطيط للمنازل والشقق والمباني المراد إعادة بنائها”.
وأكد أن المرحلة المقبلة ستعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى أن الحكومة التركية “ستقود عملية إعادة بناء المنازل المدمرة”، كما “سيلعب المجتمع الإنساني دوراً كبيراً، وهذا هو السبب في أننا سنطلق نداء لجمع الأموال لتوفير التمويل للوكالات المعنية ومساعدة الأشخاص المنكوبين”.
وشدد المسؤول الأممي على أن المرحلة الثانية بعد الكوارث الطبيعية “قد تكون أكثر قلقاً ليس فقط في تركيا ولكن أيضاً في سوريا المتضررة، حيث سيحتاج الضحايا الناجون إلى المساعدة في سبل عيشهم وعلى كيفية الحصول الغذاء والدواء”، مضيفاً بالقول: “لدينا مخاوف كبيرة هنا (تركيا) وفي سوريا، من المشكلات الصحية التي سيتم التعامل معها”.
وكان مدير المنظمة الدفاع المدني السوري “رائد الصالح”، قد أعلن في مؤتمر صحفي عقده الجمعة، أن العمليات بدأت تأخذ مسار البحث والانتشال، حيث باتت فرص العالقين تحت الأنقاض بالبقاء على قيد الحياة نادرة جداً، مؤكداً أنهم سيستمرون بعمليات البحث ولن يتوقفوا لإنقاذ من بقي.
وأعلن “الصالح” أنه طالب المندوب الأمريكي في مجلس الأمن بفتح تحقيق حول أسباب تقصير الأمم المتحدة بإيصال المساعدات إلى الشمال السوري، مؤكداً أن نقص المعدات كان سبباً أساسياً في العجز عن إنقاذ الكثيرين، حيث ناشد “الدفاع المدني” مراراً الجهات الدولية وعلى مدى اﻷيام الماضية دون استجابة.
وتقدر المنظمة عدد الأبنية المنهارة كلياً بأكثر من 400، وعدد الأبنية المنهارة جزئياً بأكثر من 1300، فضلاً عن المباني المتصدعة.