أعرب صندوق “التعليم لا ينتظر” التابع للأمم المتحدة عن تعاطفه مع متضرري الزلزال في تركيا وسوريا، مؤكداً تقديمه منحةً خاصة في إطار الاستجابة للكارثة، حيث سيتم عقد مؤتمر للمانحين غداً وبعد غد.
وقال الصندوق في بيان نشره على موقعه الرسمي، أمس الثلاثاء، إنه يعزي الأسر التي فقدت أحبّتها جرّاء هذا الزلزال المأساوي، و”يلتزم مع شركائه الإستراتيجيين بضمان تمكين الفتيات والفتيان الذين تضرّروا جرّاء هذا الزلزال من الحصول على بيئة تعليمية مأمونة وواقية”.
وقالت “ياسمين شريف” مديرة الصندوق إن البرنامج اﻷممي حريص على “تقديم الدعم النفسي الاجتماعي الضروري والرفاه الذي يحتاج إليه اﻷطفال للتعافي من هذه المأساة الرهيبة”، حيث تأتي المنحة ضمن إطار الاستجابة الطارئة للزلزال المميت.
وتعهد الصندوق بـ7 ملايين دولار أمريكي لصالح للأطفال المتضرّرين من الزلزال في سوريا، “حتى يتمكنوا من الحصول على التعليم المنقذ للحياة”.
ودعا البيان قادة العالم إلى تقديم تمويلات مثيلة في المؤتمر الرفيع المستوى لصندوق “التعليم لا ينتظر” الذي سيُعقد الأسبوع المقبل في جنيف، من أجل “تعزيز تأثير المنحة وتسريع استجابة التعليم العالمي”.
وأوضح أن أكثر من 33,000 شخصٍ فقدوا حياتهم حتى الآن في الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجات؛ و”في سوريا، حيث تؤثّر أكثر الأزمات الإنسانية تعقيداً بالفعل على حياة ملايين الأطفال ومستقبلهم، سيدفع الزلزال المزيد من الفتيات والفتيان إلى ترك المدرسة”.
وأشار البيان إلى أن المدارس والمستشفيات والمرافق الحيوية الأخرى دمرت في سوريا، كما “فَقَدَ الأطفال منازلهم وأحبتهم، وتواجه الأسر التي سبق ونزحت بسبب النزاع المستمر منذ عقدٍ طويل مخاطر تهدّد الحياة مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد وتُدفَع آليات التكيّف إلى حافة الهاوية”.
ويعتمد التمويل الجديد على مِنَح صندوق “التعليم لا ينتظر” في سوريا منذ عام 2017 التي تبلغ قيمتها 48.5 مليون دولار أمريكي والتي “وصلت بالفعل إلى أكثر من 360,000 طفلٍ”، بحسب البيان، فيما ستوفّر المنحة الجديدة إمكانية إتاحة مساحات آمنة مؤقتة، وتقديم “الدعم النفسي الاجتماعي والرفاه للأطفال والمدرّسين”.
ويوفّر التمويل الجديد “إطاراً أوسع للمانحين الآخرين لدعم الاستجابة في سوريا، على غرار الأساليب المطبَّقة في أوكرانيا”، حيث سيُعقد في الفترة من 16 إلى 17 شباط/فبراير الجاري في جنيف بسويسرا.
وكانت الأمم المتحدة قد أنشأت الصندوق العالمي المخصص لدعم التعليم في حالات الطوارئ والأزمات الممتدة، منذ عام 2017 بهدف تحسين “جودة التعليم ونواتجه لدى اللاجئين والنازحين داخلياً وغيرهم من الفتيات والفتيان المتضرّرين من الأزمات، بحيث تُشمَل كل الفئات بالتعليم ولا يُترك أحد خلف الركب”.
ويعتمد صندوق “التعليم لا ينتظر” على نظامٍ متعدد الأطراف عبر تقديم “إغاثة فورية وإجراء تدخلات طويلة الأجل من خلال برامج متعددة السنوات”، كما يعمل في “شراكة وثيقة مع الحكومات والجهات المانحة العامة والخاصة، ووكالات الأمم المتحدة، ومنظمات المجتمع المدني، وغيرها من الجهات الفاعلة”.