لقي ثلاثة أطفال من اللاجئين السوريين لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات حتفهم غرقاً، في مخيم يؤوي اللاجئين السوريين بسهل القاع شرقي لبنان، جراء الأمطار الغزيرة والسيول، فيما يعاني عشرات اﻵلاف منهم ظروفاً قاسية جراء البرد والثلوج المتساقطة، وفقاً لعدة مصادر محلية.
وقال “بشير مطر” رئيس بلدية “القاع” إن طفلين شقيقين كانا يسبحان في بركة ماء، غرقا أمس الجمعة، وجاء ابن عمّهما ليخلصهما فغرق معهما، فيما أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام العثور على جثث الأطفال الثلاثة بعد “عمليات بحث قام بها عناصر من الجيش ومديرية المخابرات وبمساعدة من البلدية”.
ومنذ أيام يتعرض لبنان لعاصفة وأمطار غزيرة وثلوج سبّبت أضراراً للبنى التحتية في القرى والمدن فضلاً عن مخيمات اللاجئين.
وفي “عرسال” شرقي البلاد، قرب الحدود السورية، طمرت الثلوج أجزاءً من مخيمات اللاجئين السوريين الذين يفتقدون اﻹمكانات لمواجهة الصقيع بمن فيهم من الأطفال والنساء وكبار السن، حيث يوجد قرابة 80 ألف لاجئ سوري في المنطقة، إضافة إلى 40 ألفاً آخرين في مخيماتها؛ معظمهم من مدينة “القصير” بريف حمص الغربي ومحافظة دير الزور شرقي سوريا.
وكانت العاصفة قد وصلت إلى لبنان منذ خمسة أيام، فيما يُتوقع أن تبلغ ذروتها غداً وبعد غد، حيث تهطل أمطار غزيرة تتشكل معها سيول جارفة، مع رياح شديدة وتتساقط الثلوج الكثيفة على المرتفعات.
وقال اللاجئ السوري “أبو خالد” البالغ من العمر “55 عاماً” لوكالة “اﻷناضول“، إنه غاضب من الأمم المتحدة التي “حرمته من حقوقه كلاجئ”، كما “مزّق البطاقة التموينية الممنوحة من مفوضية اللاجئين، بسبب حذفه وآخرين عن برنامج الاستفادة منها”.
وكانت المفوضية قد أعلنت يوم اﻷربعاء الماضي، أنها خفضت التقديمات عبر البطاقة التموينية لعشرات آلاف العائلات من اللاجئين السوريين، فيما تؤكد الوكالة التركية للأنباء أن أكثر من 60 بالمئة من أبناء المخيم الذي ينتمي إليه “أبو خالد” تم شطب أسماءهم، بينما يشير إلى “المعاناة الكبيرة في مخيمات عرسال كافة”.
وأكد اللاجئ السوري أنه “منذ شهر رمضان الماضي لم تدخل على المخيم أي جمعية أو منظمة خيرية سوى القليل جداً”، وأن هناك “نقصاً بالتغذية والتدفئة والملابس الشتوية وخاصة أن وضع الخيم سيئ جداً بسبب عدم تجديدها وصيانتها”.
من جانبه وصف “أبو محمد” (45 عاماً) الوضع بـ”المأساوي جراء البرد القارس وخاصة أن نصف المخيمات تقع في جرود عرسال وهي منطقة عالية جداً عن سطح البحر”، مضيفاً أنه “منذ 5 أيام والعاصفة مستمرة والثلوج غمرت الخيم واللاجئين جميعهم يعانون من البرد الشديد في ظل انعدام وسائل التدفئة فنلجأ إلى حرق الثياب لنحصل على التدفئة”.
يشار إلى أن مفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة قالت إنها شطبت 35 ألف عائلة من اللاجئين السوريين المشمولين ببرنامجها، مرجعة ذلك إلى “نقص التمويل الذي تقدمه الدول المانحة”.