تجدّدت الاحتجاجات ضدّ نظام اﻷسد في مدينة السويداء، حنوبيّ البلاد، حيث يطالب اﻷهالي بحل سياسي وإطلاق سراح المعتقلين، ووضع حدّ لتدهور الخدمات واﻷوضاع العامة في محافظتهم، فضلاً عن غلاء اﻷسعار.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” بأن مجموعةً من اﻷهالي قاموا أمس الاثنين، بتنفيذ وقفة صامتة في “ساحة الكرامة”، تحت شعار “طفح الكيل“، في سلسلة مستمرة من الاحتجاجات للأسبوع الثامن على التوالي.
وردّاً على مطالب اﻷهالي، أخرج فرع “حزب البعث” التابع لنظام اﻷسد أنصاره في “مسيرة جماهيرية” ردّدت هتافاتٍ مؤيدية للنظام، وذلك في نفس التوقيت والساحة التي خرج فيها الناشطون للاحتجاج.
كما قام أنصار “حزب البعث” بعرقلة السير وإغلاق مدخل الساحة، بالتعاون مع شرطة النظام بقصد افتعال زحمة سير والتغطية على الاحتجاجات.
وفضّل الناشطون عدم الرد على تلك الاستفزازات، واصفين أسلوب النظام في التعامل مع التظاهرات والرد عليها بـ”المسيرات المؤيدة” بأنه “طريقة مثيرة للسخرية”.
وقال أحد المشاركين في الاحتجاجات لقناة “حلب اليوم”: إن “هذا النظام يثبت كلّ يوم إجرامه وقمعه، فهو لا يتراجع ولا يتنازل عن أدواته الديكتاتورية، خصوصاً في ظل غياب كل الحلول ولا نرى سوى الحل السياسي الذي يفضي لرحيله حلاً وحيداً للسوريين”.
وذكر أحد منسقي الحراك في مقابلة سابقة مع القناة أن النظام هو من يتحمل تبعات أي تصعيد ضد المحتجين، محمّلاً سلطاته مسؤولية سوء الأوضاع المعيشية، وما آل إليه وضع السوريين من قتلْ وتهجير.
وكانت قوات أمن النظام قد اعتقلت اﻷسبوع الماضي، أحد أبناء السويداء، في مطار دمشق الدولي، أثناء توجّهه للسفر والبحث عن عمل خارج البلاد، في خطوة أثارت غضب أبناء المحافظة حيث أكدوا أنه لم يتورّط في أي نشاط سياسي، ينما لا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم.
يذكر أن القائد العام لحركة “رجال الكرامة” في محافظة السويداء “يحيى الحجار”، أكد في تصريحات له اﻷسبوع الماضي، وجود قنوات تواصل مع نظام اﻷسد، بهدف “إطلاق سراح المعتقلين ومتابعة قضايا المظلومين”، مؤكداً دعم الحركة للاحتجاجات ووقوفها إلى جانب مطالب المحتجين.
وأشار إلى “رفض خيار الدويلات الطائفية”، مؤكداً على “وضوح الموقف الرافض للمشاريع الفيدرالية والمشاريع الضيقة”، مع دعم “التماسك الأهلي بين السوريين كافة” ودعم الحركة الاحتجاجية التي تشهدها محافظة السويداء، حيث “يلتزم أبناء المحافظة بطرح الرئاسة الروحية للطائفة”.