دعا ناشطون من محافظة السويداء في جنوبي سوريا، إلى تجديد الاحتجاحات ضد نظام اﻷسد، والخروج في مظاهرات اليوم اﻹثنين، وسط حالة من التوتر تسود المنطقة، عقب مقتل وجرح محتجين برصاص قوات النظام، مطلع الشهر الحالي.
وخرج العشرات من المتظاهرين، صباح أمس الأحد، مطالبين بوضع حدّ لتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية باﻹضافة إلى أزمة المحروقات في المحافظة، حيث تجمعوا في ساحة “السير” وسط مدينة السويداء، داعين كافة المحافظات الأخرى، إلى الإضراب العام والعصيان المدني.
وذكرت شبكة “الراصد” المحلية أن أصوات رشقات نارية دوّت أمس في وسط المدينة بمحيط دوار “الشعلة” وطريق “قنوات”، وتتكررت بشكل متقطع، بالتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي، فيما صدر صوت انفجار وإطلاق نار من محيط قيادة الشرطة.
ووجه الناشطون الذين قاموا بتنظيم الوقفة الاحتجاجية أمس، دعوةً لتجديد الوقفة ظهر اليوم في ساحة “السير”، ووفقاً للشبكة فإن “المحتجين بدوا مصممين على إعادة الهوية السلمية للتحركات”.
وكانت الاحتجاجات التي اندلعت اﻷسبوع الماضي بالتزامن مع اشتداد أزمة المحروقات، قد شهدت اقتحاماً من قبل المتظاهرين لدوائر تابعة إلى حكومة النظام، فيما استخدمت قواته الرصاص لتفريق المحتجين، ما أدى لسقوط ضحية وعدد من المصابين.
وبدأت مجموعة من الناشطين أمس احتجاجهم بالوقوف دقيقة صمت “حداداً على شهداء سوريا والشهيد “مراد المتني” “، ليبدأ عدد إضافي بالالتحاق بهم، وقد “تفاوتت الطلبات بين تحسين الخدمات والتغيير الجذري”، في حين قالت “الراصد” إن “الشارع كان متعاطفاً مع مطالب المحتجين التي تمثل جميع البيوت المحرومة من الحد الأدنى من متطلبات الحياة”.
النظام يسعى للتهدئة
تدخّل أمس عدد من موظفي مجلس المحافظة لمحاولة تهدئة المتظاهرين، حيث نزلوا إلى ساحة “السير”، وتواصلوا بشكل مباشر معهم، مدعين أنهم يسعون لتحقيق مطالبهم وتأمين الخدمات، ومحاولة حل أزمة المحروقات، ولكن دون الانزياح عن “الخط الوطني”.
ودعا وفد الموظفين المحتجين في الساحة لتحديد 10 أشخاص منهم، من أجل الدخول إلى مبنى المحافظة والحوار معهم.
وكانت وزارة داخلية النظام قد وصفت المحتجيين، بالمجموعات “المخربة و المندسة”، كما سخر إعلام النظام من الاحتجاحات، وسط أزمة معيشية خانقة.
ونفى المتظاهرون أمس وجود طابع تخريبي لاحتجاجاتهم، مؤكدين أن ما جرى يوم اﻷحد قبل الماضي، نتج عن “أصابع أمنية تعمدت افتعال التخريب وتسهيله”، وأن خروجهم الآن يهدف ﻹعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل الأحد.
وتحدّث موظفوا النظام عن “جهات خارجية حاولت استغلال الاحتجاجات”، في إشارة إلى حادثة إطلاق النار ضدّ المحتجين، لكن أحد المتظاهرين ردّ عليهم قائلاً إن “أمر إطلاق الرصاص على المحتجين جاء من النظام”، فيما وعد أعضاء المجلس بـ”إصلاحات قادمة” وتوفير الخدمات للمنطقة.
وكان “فهد البلعوس” نجل الشيخ “وحيد البلعوس” قد أكد في وقت سابق، أن “المخابرات الجوية” التابعة للنظام هدّدت باجتياح المحافظة ما لم تتوقف التظاهرات.