كشفت شركة نفطية بريطانية كانت تنشط في سوريا قبل عام 2011، عن أموال طائلة تُجنيها قوات سوريا الديمقراطية “قسد” من استخراج النفط في شمال شرقي سوريا.
وقال موقع “إينرجي فويس” المختص في مجال النفط والطاقة عن الرئيس التنفيذي لشركة “غلف ساندز” البريطانية “جون بيل” قبل أيام قوله، إن مجموعات محلية مختلفة تتبع لقوات “قسد” تُسيطر على حقول النفط في شمال شرقي سوريا وتستخرجه بشكل غير قانوني.
وبحسب “بيل”، فإن الإنتاج “غير المشروع” في مناطق شمال شرقي سوريا، يُقدّر بنحو 80 ألف برميل في اليوم.
وتُقدّر الشركة التي كانت لها حصة 50% من البلوك 26 شمال شرقي سوريا، أن “قسد” تنتج حوالي 20 ألف برميل يومياً منذ عام 2017 من البلوك 26 أي أنها أنتجت أكثر من 41 مليون برميل من النفط بشكل “غير مشروع”، وبمتوسط سعر 70 دولاراً للبرميل بقيمة إجمالية تقريبية تُقدر بحوالي 2.9 مليار دولار أمريكي من البلوك 26 وحده.
وأضاف بيل: “فرضت العقوبات منذ 12 عاماً، ولا يرى السكان المحليون الفوائد، فيما يُسمح لهذه التجارة غير المشروعة بالاستمرار وتذهب العائدات إلى قسد”.
وأشار إلى أن بعض الدول المؤثرة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، يبدو أنها تغض الطرف عن المشكلة، ما يشجع هذه التجارة “غير المشروعة” على الاستمرار، لافتاً إلى أن الشركة طرحت مبادرة لحل هذه المشكلة تحت اسم “مشروع الأمل”.
وبموجب الخطة المقترحة، يُمكن للشركة والشركات الأجنبية الأخرى بالعودة إلى مزاولة أنشطتها في سوريا ومن ثم تبيع النفط بشفافية من خلال تجار معتمدين يدفعون الإيرادات إلى حساب ضمان، لتوجيه تلك الأموال لغايات مقبولة دولياً كتسديد ثمن المساعدات الإنسانية، على سبيل المثال وهو ما من شأنه تخفيض فاتورة مساعدات الدول المانحة وخلق صلة محلية بين الإنتاج والفوائد.
وأوضح “بيل” أنه يمكن زيادة إنتاج البلوك 26 إلى 100 ألف برميل في اليوم، معتقداً أن هذا يمكن تكراره مع الشركات الأخرى ورفع الإنتاج إلى حوالي 500 ألف برميل في اليوم، ما قد يدر عائدات تتراوح بين 15 و20 مليار دولار أمريكي سنوياً، اعتماداً على سعر النفط.
النفط مصدر تمويل لـ “قسد”
وفي هذا الصدد، نقلت وكالة “الأناضول” التركية، أمس الخميس، عن مصادر استخباراتية تركية تأكيدها، توجه العديد من الشركات النشطة في التنقيب والإنتاج مرتبطة بـ “شبكة الجزيرة النفطية” التابعة لـ “قسد”.
وبيّنت المصادر أن عناصر “حزب العمال الكردستاني – PKK” الذين نشطوا سابقاً في العراق، يُشرفون على تجارة النفط في شمال شرقي سوريا.
ووفقاً للمصادر، فإن الرئيس المشارك السابق لـ “PYD”، “شاهوز حسن”، يتولى إدارة “شركة الجزيرة النفطية”، إذ أجرى مباحثات مع شركات بعدة دول من أجل التسويق للنفط السوري.
وانضم “حسن” الذي نشط في العراق سابقاً إلى “PKK” عام 1994، وبدأ نشاطه ضمن صفوفها بسوريا مع اندلاع الثورة السورية عام 2011..
وبقي “حسن” ضمن قيادات “PYD” من تاريخ 2017 وحتى 2020، قبل أن يعمل على رفد “PYD” بالأموال عبر تسويق النفط والغاز الطبيعي في سوريا، وفقاً للمصادر ذاتها.
