ألغت تركيا محادثات الآلية الثلاثية الخاصة بعضوية فنلندا والسويد في حلف شمال الأطلسي “الناتو” إلى أجل غير مسمى، رداً على إقدام سياسي هولندي بحرق نسخة من المصحف الشريف، أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية “ستوكهولم”، فيما أعلنت فنلندا أنها ربما تفكر في الانفصال عن السويد في مسار محادثاتها مع تركيا من أجل ضمان موافقة أنقرة على انضمامها للحلف.
وقال وزير الخارجية الفنلندية “بيكا هافيستو” في حديث إلى وسائل الإعلام أثناء حضوره اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في “بروكسل”، لوكالة “رويترز“، أمس الثلاثاء، إن “هناك حاجةً إلى مهلة قبل أن نعود للمحادثات الثلاثية ونرى ما وصلنا إليه عندما يهدأ الغبار بعد الوضع الحالي لذا لا ينبغي استخلاص أي استنتاجات بعد.. أعتقد أنه سيكون هناك استراحة لبضعة أسابيع”.
وذكر في وقت سابق أنه يتعين على بلاده “تقييم الوضع” إذا ما تم منع السويد بشكل دائم من دخول “الناتو”، مضيفاً أنه من “السابق لأوانه تحديد ما قد يعنيه ذلك”.
وكان الرئيس التركي، قد أعلن يوم الاثنين، أن على السويد ألا تتوقع دعم بلاده بعد حرق نسخة من المصحف، مشيراً إلى استمرارها في دعم PKK و”المنظمات اﻹرهابية”.
وأعرب “هافيستو” عن أمله في استئناف الحوار مع تركيا حول العضوية في حلف “الناتو” في أسرع وقت ممكن، فيما قال رئيس الوزراء السويدي “أولف كريسترسون” للصحفيين: “لا توجد مسألة أخرى تتعلق بالأمن القومي أكثر أهمية من أننا مع فنلندا أصبحنا أعضاء في حلف شمال الأطلسي بسرعة”.
وأصرّ “كريسترسون” على موقف بلاده الداعم للاعتداء على المصحف الشريف، مدعياً أنه “لا يوجد تناقض بين التمسك بالحق في حرية التعبير في السويد والمضي قدماً في عملية الانضمام إلى الناتو”.
وتقدم البلدان العام الماضي بطلب للانضمام إلى منظمة حلف شمال الأطلسي بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وتحتاجان الآن إلى دعم جميع دول الحلف بما فيها تركيا، والتي ردت بقوة على احتجاجات تضمنت شنق دمية للرئيس “رجب طيب أردوغان” ، اﻷسبوع الماضي في السويد.
واستبعد “هافيستو” أن تقرر أنقرة ما إذا كانت ستقبل الطلبات الفنلندية والسويدية في فترة ما بعد الانتخابات التركية المقرر إجراؤها في منتصف مايو المقبل، مرجحاً أن تكون الفرصة التالية للموافقة على العضوية بين ذلك الحين وعقد قمة الناتو في “فيلنيوس” يومي 11 و 12 يوليو.
وذكر أنه تحدث يوم الاثنين مع وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو”، مضيفاً بالقول: “بالطبع يشعرون بضغوط الانتخابات المقبلة في منتصف مايو وبسبب ذلك أصبحت المناقشات ساخنة من نواح كثيرة في تركيا بشكل مفهوم”.
من جانبها نقلت وكالة اﻷنباء التركية عن “مصادر دبلوماسية” تأكيدها “تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في شباط/فبراير المقبل، إلى أجل غير مسمى”، وذلك عقب إلغاء زيارة كانت مقررة لوزير الدفاع السويدي إلى أنقرة.
وأوضحت المصادر أن القرار اتخذ “رداً على إقدام متطرف أوروبي على حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية ستوكهولم”.
يُذكر أن تركيا وقعت مع السويد وفنلندا مذكرة ثلاثية تعهد فيها البلدان بالتعاون التام مع أنقرة في “مكافحة التنظيمات الإرهابية”، وذلك على هامش في قمة “الناتو” بالعاصمة الإسبانية مدريد في 28 حزيران/يونيو الماضي.