تتعرض الحكومة البريطانية لضغوط من المعارضة ووسائل اﻹعلام، من أجل توضيح الحقيقة حول تقرير صحفي كشف عن اختطاف الأطفال والقاصرين من طالبي اللجوء في فنادق تابعة للحكومة في جنوبي للبلاد.
وكانت مجلة “ذا أوبزرفر” قد نشرت منذ أيام تحقيقاً يؤكد تعرض الأطفال الذين يصلون بريطانيا من دون مرافقة أحد الوالدين، إلى الاختطاف من أمام فنادق الاستقبال التي يتم وضعهم فيها عادة إلى حين البت في طلبات لجوئهم.
وقالت الصحيفة البريطانية إن الأمر يتعلق بعشرات الأطفال الذين يختفون في ظروف غامضة، ونقلت عن شخص يعمل في أحد هذه الفنادق ومصدر آخر مهمته حماية الأطفال، أنهم يتم اقتيادهم في سيارات مجهولة من أمام الفنادق، ويختفون بعدها، وفقاً لما نقله موقع “الجزيرة نت“.
وطالبت الأوساط الحقوقية في بريطانيا وزارة الداخلية بفتح تحقيق في الأمر، بينما تقول الشرطة إن الموضوع “ليس كما تم تصويره في الإعلام، والأرقام مبالغ فيها ولا تعكس حقيقة الوضع”.
ورفضت الشرطة ما تحدثت به صحيفة “ذا أوبزرفر” عن “اختطاف اﻷطفال”، حيث كانت قد نقلت عن شخص يشتغل في هذه الفنادق أن “الأطفال يتم اختطافهم من طرف عصابات الاتجار بالبشر، حيث يتم أخذهم من أمام الفنادق نحو وجهة مجهولة وبعدها يختفون تماماً”، مؤكداً أنه تم إخبار أجهزة وزارة الداخلية بهذه الظاهرة، لكن دون أن يكون هناك أي تدخل حقيقي للتعامل معها.
وبحسب التحقيق فقد وصل 600 طفل إلى فنادق مقاطعة “ساسكس” في الجنوب الشرقي لبريطانيا، خلال 18 شهراً مضت، وقد تم الإبلاغ عن فقدان 136 منهم، وبينما تم العثور على 57 فإن 79 منهم ما زالوا مفقودين ولم يتم العثور عليهم حتى اليوم.
ولم تقدم وزارة الداخلية توضيحات عن الموضوع، رغم المطالب الكثيرة والضغوط، مما دفع كاتب الدولة في الوزارة “سيمون موراي” للإقرار أمام مجلس اللوردات بأن هناك 200 طفل اختفوا من مراكز استقبال اللاجئين، وبأن عدداً من هؤلاء الأطفال يتم تعقب آثارهم للوصول إليهم، مضيفاً أن من بين المختفين أطفالاً أعمارهم تتراوح بين 13 و16 عاماً.
لكنه رفض في المقابل القول بأن كل هؤلاء الأطفال الذين اختفوا وقعوا ضحية لعصابات الاتجار بالبشر، كما لم يبين أسباب الاختفاء المفاجئ لهؤلاء الأطفال، الذين يشكل الألبان 88% منهم،
وكانت وزيرة الداخلية البريطانية قد قالت في وقت سابق، إن “العصابات الألبانية هي المستفيدة من استمرار تدفق القوارب الصغيرة عبر القناة البحرية من فرنسا نحو بريطانيا”، حيث أن التعامل مع “اللاجئين الألبان” ما زال ملفاً يُؤرّق وزارة الداخلية، بعدما ظهر أن أكثر من ثلث الذين عبروا القناة البحرية خلال العام الماضي من أصول ألبانية، وفقاً للمصدر نفسه.
وقالت شرطة “ساسكس” إنها تعاملت خلال العام الماضي مع اختفاء 137 طفلاً، وتم العثور على 60 منهم، في حين ما زال البحث جارياً عن الباقين، دون أن توضح أين يختفي هؤلاء الأطفال؟.
من جانبها؛ قالت مؤسسة “لوف146” (Love146) التي تعمل في محاربة الاتجار بالأطفال، إنها عرضت على وزارة الداخلية المساعدة في مراقبة وتسيير الفنادق التي تشهد اختفاء الأطفال، لكنها لم تتلق أي رد، كما أكد مجلس مدينة “برايتون” التي شهدت اختفاء الأطفال، أنه ألقى الكرة في ملعب وزارة الداخلية، وطلب في يوليو/تموز الماضي لقاءً مع مسؤوليها وأبلغها بالقلق بشأن وضع الأطفال في هذه الفنادق، فكان ردّ الوزارة أن هذه الفنادق سيتم إغلاقها بحلول فبراير/شباط المقبل.
وكان حزب العمال المعارض قد طالب بنقل الأطفال من هذه الفنادق إلى وجهات أكثر أمناً، مستغرباً من “حالة البرود” التي تتعامل بها وزارة الداخلية مع القضية.