انخفضت نسب المواليد الجدد في مناطق سيطرة النظام، إلى النصف، مقارنةً بما كانت عليه قبل عام 2011، مدفوعةً بانتشار الفقر وغلاء اﻷسعار، وسوء اﻷوضاع العامة، وفقاً لمواقع موالية للنظام.
وقال رئيس “جمعية المولدين النسائيين” والأستاذ في كلية الطب البشري بجامعة دمشق د.”مروان الحلبي“، إنه قبل عام 2010 كانت عدد الولادات يصل إلى 550 ألف ولادةً سنوياً، مشيراً إلى أن هذا الرقم هو آخر إحصائية.
ولم تُجرِ الجمعية أي إحصائية بعد ذلك التاريخ حتى اليوم، فيما أكد “الحلبي” أنه لا يوجد رقم دقيق، منوهاً بأن الناس حالياً يؤجلون الحمل والولادة نظراً للظروف الاقتصادية السيئة.
كما أشار إلى سفر الشباب وهجرتهم؛ الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في تقليص عدد الولادات؛ علاوةً على أن تكاليف الحمل والولادة ومصاريف الأطفال غالية جداً وليس بمقدور الموظف العادي تحملها.
وأكد رئيس الجمعية أن التقديرات تُشير إلى تناقص عدد الولادات حتى النصف بسبب الظروف الحالية، حيث أن “بعض العائلات تؤمن بحتمية تنظيم الأسرة جراء التراجع في الأوضاع المعيشية”.
وكانت آخر التقديرات التي أعلنت عنها اﻷمم المتحدة قد أشارت إلى وجود 12 مليون سوري يعيشون تحت خطّ الفقر، مع انعدام اﻷمن الغذائي، وغياب أفق الحل على المدى المنظور.
وقالت “عالية” وهي أم لطفل لموقع “أثر برس”، إنها وبعد عامين من إنجاب طفلها الأول؛ توقعت أن تخطط لإنجاب طفلها الثاني؛ ولكن بلغ اليوم عمر ابنها ست سنوات وما يزال وحيداً؛ مؤكدةً أن السبب في توقفها عن الإنجاب هو “الوضع الاقتصادي السيئ”.
وأضافت أن “كلفة الطفل قبل أن يأتي تبلغ نصف مليون ليرة فبحِسبة بسيطة نجد أنفسنا قد دفعنا تكاليف ولادة وأجور مستشفى وطبيب ما يقارب الـ 700 ألف ليرة، وإذا كان ذلك في مستشفى خاص فالمبلغ يكون بالملايين”.
وأشار الدكتور “الحلبي” إلى ذلك قائلاً إن “كل أب وأم من المتزوجين حديثاً يدركان جيداً أن إنجاب المزيد من الأبناء يجلب إليهما مآسي اقتصادية واجتماعية وسط النظرة التشاؤمية للمستقبل، وعدم وجود أفق حقيقي لكسب المزيد من المال” حسب تعبيره.
وبعد الولادة – تُضيف عالية – “تأتي مصاريف الطفل التي لا تنتهي فمن الحفاضات إلى الحليب واللباس والأدوية وغير ذلك ويكون مصروف الطفل هو الآخر ما يقارب نصف مليون ليرة هذا من غير طعام وشراب الأسرة”.
وتؤكد اﻷم السورية على أمنيتها في أن تنجب طفلاً آخر “إلا أن الأمنيات لا يسندها الواقع”؛ لذلك وبعد تفكير طويل قررت هي وزوجها الاكتفاء بـ”ولد واحد وحياة كريمة”، وعدم الإنجاب.
وأكد الموقع أن الوضع المعيشي والارتفاع بالأسعار إلى مستوى غير مسبوق، دفع الكثير من الأُسر إلى الالتزام بإنجاب ولد واحد أو ولدين على الأكثر، مشيراً إلى عجز الآباء عن توفير الحد الأدنى من احتياجات أولادهم؛ حيث تتزايد الأسر التي تخشى الحرمان جراء التفكير في إنجاب المزيد من الأطفال.
يُشار إلى ارتفاع أسعار الأدوية وحليب اﻷطفال والعمليات وكشفيات المعاينة الطبية بشكل كبير، مع تهاوي الليرة السورية وفقدانها قيمتها أمام الدولار.