يستعدّ زعيم حزب “الخط المتشدد” من اليمين المتطرف الدنماركي “راسموس بالودان”، لحرق نسخة من المصحف الشريف أمام مبنى السفارة التركية في العاصمة السويدية “ستوكهولم”، وهو ما ردّت عليه أنقرة باستياء كبير، في ظل توتّر بالعلاقات بين الجانبين.
وكانت السويد قد شهدت مؤخراً عدة حوادث مماثلة استفزّت مشاعر المسلمين في البلاد وحول العالم، بسبب عدم وضع السلطات حدّاً لتلك التصرفات.
ويقوم السياسي “بالودان” من اليمين المتطرف بأعمال استفزازية عبر حرق نسخ من المصحف الشريف في مختلف مدن الدنمارك منذ عام 2017، ويحظى أيضاً بحماية سلطات بلاده.
وفي إجابتها على سؤال من وكالة “اﻷناضول” التركية للأنباء، قالت إدارة شرطة “ستوكهولم”، أمس، إن “بالودان” حصل على الإذن بتنظيم مظاهرة قرب السفارة التركية في العاصمة السويدية اليوم السبت.
وبحسب ما نقلته الوكالة عن التلفزيون السويدي الحكومي “SVT”، فإن الصحفي السويدي “تشانغ فريك” عرض على “بالودان” من اليمين المتطرف حرق نسخة من المصحف أمام السفارة التركية في “ستوكهولم” اليوم، وضمن له تغطية جميع النفقات.
وقال “فريك” في تصريح للتلفزيون الحكومي، إنه دفع ثمن تصريح التظاهرة الذي تم الحصول عليه من الشرطة وإنه “سيمارس حقه في تغطيتها بوصفه صحفياً”.
“أنقرة” تبلّغ “ستوكهولم” احتجاجها
استدعت وزارة الخارجية التركية سفير السويد لدى أنقرة “ستافان هيرستروم” وأبلغته إدانتها لتلك الخطوة، “بأشد العبارات”، وفقاً لما ذكرته مصادر دبلوماسية لوكالة “الأناضول”.
وقالت المصادر إن استدعاء السفير أتى على خلفية معلومات تفيد بأن سلطات بلاده سمحت بحرق نسخة من المصحف الشريف اليوم السبت، قرب سفارة أنقرة، حيث أكدت اﻷخيرة للسفير إدانتها لهذا العمل الاستفزازي الذي “يرقى إلى مستوى جرائم الكراهية بكل وضوح”.
وشددت الوزارة على رفضها موقف السويد إزاء هذا العمل، وأن تركيا “تنتظر من السلطات المعنية عدم السماح بممارسته”، مشيرةً إلى أن “إهانة القيم المقدسة لا يمكن الدفاع عنها تحت ستار الحقوق الديمقراطية”.
الحادثة تُفاقم الخلافات حول دعم PKK
حذرت الخارجية التركية السفيرَ السويدي أيضاً من أن “أنشطة الدعاية التي تستعد أوساط مرتبطة بتنظيم PKK لتنفيذها في ستوكهولم اليوم السبت؛ تشكل انتهاكاً صارخاً” للمذكرة الثلاثية.
وكانت تركيا قد وقعت في 28 يونيو/ حزيران الماضي، على مذكرة تفاهم ثلاثية مع السويد وفنلندا، بشأن الموافقة على انضمام البلدين إلى حلف “الناتو” وتوسعته، بعد تعهدهما بالاستجابة لمطالب أنقرة بشأن “التعاون بملف مكافحة الإرهاب”.
ويأتي ذلك فيما يستعد وزير الدفاع السويدي “بال جونسون”، لزيارة تركيا نهاية الأسبوع الجاري، من أجل بحث الملف، عقب دعوة تلقاها من نظيره التركي “خلوصي أكار”.
وقال الوزير، يوم الخميس الفائت: “أتمنى إجراء هذه الجولة نهاية الأسبوع المقبل، فأنا أنتظر ذلك بفارغ الصبر”.
يُذكر أن مناصري PKK قاموا بمظاهرات ضدّ تركيا ورئيسها “رجب طيب أردوغان” في “ستوكهولم” الأسبوع الماضي، أمام مبنى البلدية التاريخي، وعلقوا دمية تصور “أردوغان” على عمود قرب المبنى معلقةً من قدميها، مع عبارات تهديد باللغة التركية، وهو ما أثار غضب اﻷتراك الذين توعدوا بعرقلة توسعة حلف “الناتو”.