مع انتهاء المعارك في حمص عقب التوصل إلى اتفاق يقضي بتهجير مقاتلي فصائل المعارضة للشمال السوري منتصف العام 2018 بموجب ضمانة روسية، بدأ اسم مؤسسة “جهاد للبناء” الإيرانية يتردد بين أوساط المجتمع المدني، لا سيما بعد الحديث عن تحضير المؤسسة لعدّة مشاريع تهتم بترميم المنازل المدمرة.
ومع بداية العام 2019 دخلت مؤسسة “جهاد البناء” لقرية “حوش حجو” المدمرة بشكل شبه كامل في ريف حمص الشمالي الشرقي، والتي مثّلت نقطة فصل بين فصائل المعارضة من جهة، وعناصر الميليشيات المدعومة من إيران وقوات النظام من جهة أخرى.
ورصد مراسل “حلب اليوم”، قيام مؤسسة “جهاد البناء” بالعمل على بناء منازل جديدة لأبناء قرية “حوش حجو” من الطائفة “الشيعية” والذين دُمّرت منازلهم بشكل كامل جراء قصفها من قبل قوات النظام لمنع مقاتلي فصائل المعارضة من التحصّن بداخلها والاقتراب من قرية “الأشرفية”، إحدى أبرز معاقل المقاتلين المنتسبين لفصيل “لواء الرضا” المدعوم إيرانياً.
الاستحواذ على عقارات معارضين لنظام الأسد
وفي السياق، تمكن القائمون على مشروع إعادة ترميم وبناء المنازل المدمرة داخل قرية “حوش حجو” من الاستحواذ على عقارات تعود ملكيتها لمقاتلي فصائل المعارضة الذين تمّ تهجيرهم نحو الشمال السوري، لا سيما تلك المتداخلة مع منازل أبناء الطائفة “الشيعية” لضمان عدم عودتهم إليها مستقبلاً، حسبما أوضح مراسلنا.
وتبلغ المساحة الإجمالية للمنازل المحدثة من قبل مؤسسة “جهاد البناء” الإيرانية – وفقاً لمراسلنا – نحو 70 متر مربع، وتتألف عن غرفتين وحمام وصالون، وتنفرد بشكلها الموحد (اللون الأبيض) عن باقي المنازل المتواجدة داخل القرية.
وعلى الرغم من بناء ما يزيد عن 50 منزلاً داخل قرية “حوش حجو” إلا أن نسبة السكان الأصليين داخل القرية لا يزيدون عن 20 عائلة فقط، الأمر الذي أتاح الفرصة لإدخال عائلات مقاتلي الميليشيات الأجنبية إلى القرية وتوطينهم على حساب أصحاب الملكية الحقيقيين، حسبما أكد مراسلنا.