دعت المنظمات الإسلامية العاملة في تركيا، من خلال بيان صحفيٍّ مشترك، إلى عدم التطبيع مع النظام، مؤكدةً أنه “ليس شريكًا في الحل”، بل هو “مصدر الاضطهاد والعنف”، وشريك لقوات “قسد”.
يأتي ذلك فيما يُحضر وزير الخارجية التركي للقاء نظيره في النظام، اﻷمر الذي قد يُمهّد للقاء الرئيس “رجب طيب أردوغان” باﻷسد خلال الفترة المقبلة وفقاً لتصريحات مسؤولين أتراك.
وقال البيان الذي صدر أمس الجمعة إنه “لا ينبغي لتركيا أن تضيع موقفها المشرف الذي حافظت عليه منذ سنوات”، عبر التطبيع مع النظام مؤكدةً على أنها “وقفت إلى جانب الشعب السوري ضد السياسات والممارسات القاسية التي ينتهجها نظام الأسد منذ عام 2011، لكنها أعطت إشارات لتغيير هذا الموقف في الأشهر الأخيرة”.
وأكد البيان الصحفي أن الأسد ليس قائد الدولة السورية، بل القاتل، وأن “مسألة التطبيع مع النظام لا معنى لها إطلاقاً على المستوى الأخلاقي والإنساني وكذلك على المستوى العملي”.
وكان معارضون من الائتلاف الوطني السوري والحكومة السورية المؤقتة قد اجتمعوا مع “مولود جاويش أوغلو” ومسؤولين أتراك في أنقرة، اﻷسبوعَ الماضي، لبحث الموقف، فيما أكد اﻷتراك عدم تخلّيهم عن دعم المعارضة أو السماح بإلحاق الضرر بالسوريين سواءً في تركيا أو شمال غربي سوريا.
وأشار البيان إلى أن النظام ليس له سلطة قضائية في سوريا، وهو مجرد “تابع يواصل وجوده بمساعدة روسيا” عبر المجازر.
كما نوّهت المنظمات بوقوف تركيا “إلى جانب المظلومين ضد الفظائع التي ارتكبها نظام الأسد منذ البداية خلال عملية الإبادة الجماعية التي استمرت 12 عاماً”، حيث “أصبحت صوت وأنفاس الشعب السوري المظلوم والمقتول”، واحتضنت ملايين المظلومين الذين دُمرت مدنهم وقراهم”.
وانتقدت “الرسائل الهادفة إلى مخاطبة نظام الأسد باسم البحث عن حل”، مع تفهّمها لـ”الجهود المبذولة لمواجهة الضغوط المتزايدة من روسيا وإلغاء الحملة العنصرية للمعارضة، والتي تكتسب زخماً في العملية الانتخابية”، ولكن “مخاطبة تركيا لنظام الأسد وإقامة علاقات مع هذه الشبكة القاتلة” أمر غير مقبول “لا من حيث المبادئ الإنسانية والأخلاقية ولا من حيث الظروف الحالية”.
ورفض البيان أيضاً “الحجج القائلة بأن تركيا يمكن أن تتعاون مع الأسد ضد تهديد حزب العمال الكردستاني / وحدات حماية الشعب، وتضمن أمن الحدود من خلال التطبيع مع النظام، وأنه سيكون من الممكن إعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين لجأوا إلى تركيا بالاتفاق مع النظام”، مؤكدة أن هذا “لا أساس له من الصحة”، ﻷن “حزب العمال الكردستاني ليس معارضاً أو عدواً لنظام الأسد، ولكنه متعاون معه”.
وأوضح أن PKK وقوات “قسد” نمت في المنطقة التي يسيطر عليها النظام حالياً، ليس رغماً عن نظام الأسد، ولكن بالاتفاق معه”.
كما شدّدت المنظمات عبر البيان على رفضها “المقاربات العنصرية التي تغذيها المعارضة في الداخل وتستهدف سياسات الهجرة الحكومية”، وأكدت أن “البحث عن حل مع نظام الأسد في سوريا خاطئ وغير إنساني”، وأنها “ستستمر في الصراخ بحقيقة أن الأسد قاتل الشعب السوري وأية محاولة للتطبيع معه ستكون على حساب الشعبين التركي والسوري”.