ألمح دبلوماسيون روس إلى أن موسكو قد توافق على تمديد آلية تسليم المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” على الحدود مع تركيا، إلى شمال غربي سوريا، وسط تصاعد التحذيرات من إنهائها، وفقاً لما نقلته وكالة “رويترز” عن مصادر دبلوماسية.
وقالت الوكالة إن الدبلوماسيين الروس في مجلس اﻷمن، ألمحوا إلى نظرائهم من الدول اﻷخرى، بأن موسكو لن تُعطل هذا المرة، على اﻷرجح، إدخال الإغاثة اﻹنسانية لنحو أربعة ملايين شخص في شمال غرب سوريا، على أن يكون قرار تمديد اﻵلية لمدة ستة أشهر فقط.
ويعقد مجلس الأمن جلسةً خاصة للتصويت على مشروع قرار بخصوص تمديد اﻵلية الخاصة ضمن معبر “باب الهوى”، يوم الإثنين المقبل، حيث سينتهي التفويض يوم الثلاثاء، ويلزم لتبني القرار تأييد تسعة أصوات له ضمن المجلس المكون من 15 عضواً، مع عدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل روسيا أو الصين.
ونقلت “رويترز” عن “دميتري بوليانسكي”، نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، قوله: “ما زلنا ندرس الإيجابيات والسلبيات”، مضيفا أن تنفيذ قرار مجلس الأمن الحالي، الذي تم تبنيه في يوليو/ تموز، “بعيد عن توقعاتنا”.
وأوضح أن روسيا تتشاور مع نظام اﻷسد، وأن القرار النهائي ستتخذه موسكو قبيل التصويت، أي يوم الاثنين المقبل.
وقال دبلوماسيون للوكالة إن أعضاء مجلس الأمن “وافقوا بشكل غير رسمي الأسبوع الماضي على النص الذي يمنح العملية ستة أشهر أخرى”، والذي تمت صياغته والتفاوض بشأنه من قبل أيرلندا والنرويج قبل أن ينهيا فترة عضويتهما في المجلس لمدة عامين في 31 ديسمبر كانون الأول.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، “أنطونيو جوتيريش”، قد أشار في تقريره لمجلس الأمن، الشهر الماضي، إلى أن وصول المساعدات من تركيا هو “شريان حياة للملايين” وأن تجديد الموافقة أمر بالغ الأهمية.
تحذيرات من عواقب وخيمة
حذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك”، أمس الأربعاء، من خطورة عدم تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية، عبر معبر “باب الهوى”، إلى شمال غربي سوريا.
وقال “دوجاريك” لوكالة “اﻷناضول” إن ملايين الأشخاص سيعانون في حال لم يمدد مجلس الأمن آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر تركيا إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شمال غربي سوريا.
وأشار المتحدث إلى أن موقف الأمم المتحدة واضح في هذا الشأن، وهو وجوب تمديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، عن طريق معبر “باب الهوى” اﻹنساني.
من جانبه قال “مارتن غريفيث“، يوم الاثنين الماضي إن إنهاء عملية المساعدة سيكون “كارثياً” لأولئك الذين يعتمدون عليها، و “معظمهم من النساء والأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة فقط للبقاء على قيد الحياة في ذروة الشتاء، ووسط تفش خطير للكوليرا”.
وكان مجلس الأمن قد قرّر تسليم المساعدات اﻷممية في عام 2014 إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا من العراق والأردن ونقطتين في تركيا، لكن روسيا والصين ألغتا تلك المعابر لتبقى نقطة حدودية تركية واحدة فقط في معبر “باب الهوى”، وقد اعتمد مجلس الأمن، في 12 يوليو/ تموز الماضي، قراراً بتمديد الآلية لمدة 6 أشهر فقط تنتهي منتصف اﻷسبوع المقبل.