يُضطر عدد متزايد من النساء المتزوجات والفتيات إلى العمل في الفترة الليلية، بسبب صعوبة اﻷوضاع المعيشية بمناطق سيطرة النظام، رغم ما يحمله عمل المرأة في هذا الوقت من مخاطر وأعباء، نتيجةً لهبوط مزيد من العائلات إلى ما دون خط الفقر.
ومع صعوبة الأوضاع الاقتصادية في مناطق سيطرة اﻷسد، ازدادت ظاهرة عمل المرأة في مختلف المجالات، نهاراً، بما فيها مجالات كانت حِكراً على الرجال، مع تناقص أعدادهم بسبب الخدمة اﻹلزامية في قوات النظام، واضطرار كثير منهم للفرار من التجنيد والسفر للعمل خارجاً.
ونقل موقع “أثر برس” الموالي لنظام اﻷسد عن “هنادي” التي تعمل مضيفةً في أحد المطاعم قولها: إن المهنة الليلية التي تعمل بها “عادية جداً وكثيرات هن الفتيات اللواتي يعملن مثلها”، رغم أن دوامها ينتهي عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل و”المواصلات مؤمنة”.
وتواصل “هنادي” عملها رغم “الانتقادات التي تلاحقها”، حيث “ُتلفق عدّة اتهامات للنساء العاملات في الفترة الليلية”، وتؤكد أن “الوضع الاقتصادي رتّب على الكثيرين سواء فتيات أم شباب العمل ليلاً”.
من جانبها قالت “خديجة” وهي تعمل في مطبخ بأحد المطاعم إن “عمل المرأة في المهن الليلية ليس بالأمر السهل كما يراه الجميع، فالعمل في ساعات النهار يكون آمناً مقارنةً مع العمل في ساعات الليل الذي يحمل الكثير من المخاطر، ويكون السير فيه بكل حذر سواء من طرف الرجال أم النساء، ولكن الظروف قاسية وبات وجود راتب واحد في المنزل لا يكفي ثمن خبز”.
أما “ثريا” التي تعمل ممرضةً في أحد المستشفيات الخاصة فقد أوضحت أيضاً أن عائلتها لا ترفض عمل المرأة ليلاً و”خاصة في ظل الوضع الاقتصادي السيئ على الجميع”، فهي “تزاول مهنة التمريض منذ 10 سنوات واعتادت على هذا العمل الذي يؤمن دخلاً إضافياً إلى جانب دخل العمل الصباحي”.
وتعمل “بشرى” مع شركة تنظيف في دوام ليلي، حيث تخرج من بيتها عند الواحدة ليلاً لتبدأ عملها (عاملة تنظيف) في إحدى المؤسسات ويتوجب عليها أن تنهي عملها قبل مجيء الموظفين صباحاً؛ لذلك تخرج عند الواحدة ليلاً وتعمل لمدة خمس ساعات، وقالت إنها مضطرة ﻷنها “تحتاج إلى مصروف شهري حتى تتمكن من الصرف على أبنائها”، وهذا “شرٌّ لا بد منه وليست باليد حيلة”.
ونقل الموقع عن “خبير في الموارد البشرية”، تأكيده أن “نسبة النساء اللواتي يمارسن العمل ليلاً، أي يعملن لما بعد الساعة 12 ليلاً، يقارب 17%، أما من يعملن بمهن مسائية لغاية الثامنة أو التاسعة فنسبتهن كبيرة جداً بحكم أن الوقت لا يزال مبكراً”.
ولفت إلى أن عمل المرأة الليلي، هو في النهاية لتوفير احتياجات أسرتها، وهو “أفضل من أن تجلس من دون عمل وليس لديها من يلبي احتياجاتها”.