أعلن زعيم حزب الشعب الجمهوري (CHP) “كمال كليجدار أوغلو”، أنه لا يعارض التطبيع مع اﻷسد، في تعليقه على اجتماع موسكو الذي جرى اﻷسبوع الماضي، مُذكّراً بأنه دعا سابقاً إلى ذلك.
وكان معارضون ونشطاء سوريون قد أبدوا استيائهم من تلك الخطوة، مطلقين شعار “لن نصالح”، رافضين التطبيع مع اﻷسد، خلال مظاهرات واسعة خرجت في شمالي البلاد، يوم أمس الجمعة، ردّاً على لقاء وزير الداخلية ورئيس الاستخبارات التركيين بنظيريهما في نظام اﻷسد بالعاصمة الروسية.
وقال “كليجدار أوغلو” في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس الفائت، إنه بعث برسالة منذ عشرة أعوام إلى “رجب طيب أردوغان”، الذي كان رئيساً للوزراء، دعاه فيها لتجنّب التدخّل في سوريا، والحفاظ على العلاقة مع نظام اﻷسد.
وقال زعيم الحزب الجمهوري: “أفكاري كانت واضحة منذ البداية حيال المسألة السورية، إلا أنهم اتهموني بأني أسدي وبأني بعثي عندما أخبرتهم بسياستهم ورؤيتهم الخاطئة”.
وخاطب “أردوغان” في المؤتمر الصحفي قائلاً: “أعرف وأعلم معنى الدولة أكثر منك بكثير، وأفكر بسمعة تركيا ومصالحها، أنت تسببت بإرهاق الجمهورية التركية بكاملها بسبب توقعاتك الشخصية، وأصبحت لعبةً بيد القوى الإمبريالية”.
وأكد “كليجدار أوغلو” أنه يؤيد التطبيع مع اﻷسد ولقاء الرئيس التركي به، مُرجعاً ذلك إلى “المصالح التركية”، بل إنه “يطالب بذلك منذ سنوات”، في إشارة إلى لقاء موسكو اﻷول من نوعه منذ عام 2011.
وأضاف أنه “يُفضل السلام الدائم في المنطقة وفي العلاقات الدولية”، وأنه “يعطي الأولوية لمصالح الدولة التركية”، نافياً رفضه للأمر بسبب وجود مصلحة انتخابية لـ”أردوغان”.
وفي إجابته على سؤال حول وجود ضغوط مزعومة من الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” على “الأسد” للقاء والتصالح مع “أردوغان” من أجل دعمه في الانتخابات، قال “كليجدار أوغلو”: “ليس من الصواب أبداً أن تتدخل دولة أخرى في شؤوننا الداخلية لصالح أردوغان أو أي شخص آخر، وربما القصر ينتظر هذا التدخل، إلا أننا لن نقبل بذلك أبداً”.
وكان وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” قد أوضح أن اللقاء الذي حضره نظيره الروسي “سيرغي شويغو” ناقش “مشكلة اللاجئين ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، وضرورة حل الأزمة السورية بما يشمل جميع الأطراف، وفق القرار الأممي رقم 2254”.