تزداد اﻷزمة المعيشية في مناطق سيطرة النظام تعقيداً، مع استمرار أزمة المحروقات وانهيار الليرة السورية، حيث باتت الحياة العامة شبه متوقفة، في كثير من المدن السورية، وفقاً لمصادر محلية متقاطعة.
وأكد موقع “صوت العاصمة” نقلاً عن “مصدر عامل في مجال الصرافة ضمن أسواق دمشق” أن انهيار الليرة السورية المتسارع جاء نتيجة فقدان القطع الأجنبي من السوق خلال الأسبوع الأخير من السنة، وحاجة التجار إلى العملة الأجنبية لإغلاق السنة المالية وإنهاء عمليات الجرد.
وكانت حكومة النظام قد روّجت للحديث عن تدخل كبار النافذين لتحسين قيمة الليرة في الأيام الأخيرة من السنة، لكن سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي تخطى الـ7100 ليرة.
وأوضح المصدر أن سعر صرف الدولار ظهر الثلاثاء توقف عند 6900 ليرة سورية، ومع ساعات المساء بدأ التجار بتسعير الدولار بـ 7100 ليرة بعد عملية بيع لمبلغ من الدولار الأمريكي تمت في سوق “الصالحية” باعتماد السعر المذكور، لينتشر الخبر بين التجار بأن “النعنع تجاوز 71″، حيث يمنع النظام تداول الدولار.
وأغلقت مئات المحال التجارية في أسواق “الحمرا والشعلان والصالحية” أبوابها أمام الزبائن منذ عصر الثلاثاء، مع توقف معظم تجار الجملة في العاصمة دمشق عن البيع بحجة عدم توفر البضائع أو إجراء عمليات الجرد وإغلاق حسابات آخر السنة، كما أغلقت بعض محال المفرق بشكل كامل بحجة عدم توفر الكهرباء وغياب مادة البنزين اللازمة لتشغيل المولدات، لكن ما جرى هو “التخوف من البيع مع انتشار شائعات في السوق بأن الدولار مستمر بالصعود وسيختم العام عند 8000 ليرة سورية” بحسب ماقاله أحد تجار الألبسة في دمشق القديمة للموقع.
وأكد أحد تجار المواد التجميلية أن “الجلوس في المنزل أكثر ربحاً من فتح المحل وتشغيل المولد الكهربائي والبيع على سعر متغير بين الساعة والأخرى”.
كما أغلقت المحال التجارية أبوابها في سوق الكهرباء بمنطقة “المرجة”، منذ مساء الثلاثاء، و”من بقي منهم امتنع عن البيع باستثناء الأدوات البسيطة”، وذكر أحد تجار المنطقة “أنهم ليسوا مستعدين لتحمل الخسائر التي ستحصل جراء انهيار الليرة السورية، ودفع ملايين الليرات من الضرائب لحكومة غير قادرة على التحكم بسعر الصرف وإيقاف التدهور المستمر”.
حركة النقل مشلولة
نشر موقع “السويداء 24” صورةً تحت عنوان “هذه هي أجواء” ما قبل عيد رأس السنة في مدينة السويداء”، تُظهر الازدحام في “أزمة مواصلات خانقة”، حيث “ينتظر العشرات لساعات طويلة في مواقف الانطلاق، بمدينة السويداء، ومدينة شهبا”، بينما “تزعم مصادر حكومية أن أزمة الوقود ستشهد انفراجات مع بداية العام الجديد”.
من جانبها؛ أكدت شبكة “الراصد” المحلية في السويداء إضراب الحافلات العامة عن النقل، فيما يلجأ السكان إلى سيارات نقل البضائع “السوزوكي”، حيث يصل سعر التوصيل إلى خمسة آلاف مع انهيار الليرة السورية.
واضطر عدد كبير من السكان في مدينة “شهبا” للركوب في صناديق سيارات “البيك أب” الصغيرة للذهاب إلى مدينة السويداء، “متحملين الازدحام والأجرة العالية (خمسة آلاف)، والبرد”، بعد أن انتظر العشرات منهم صباح أمس حافلات النقل “دون جدوى”، ليتبين أن أصحابها مضربون عن العمل احتجاجاً على نقص المخصصات.
وبلغت أجرة سيارة “التكسي” العامة للراكب الواحد خمسة عشر ألف ليرة سورية، أي “ستين ألف لطلب السويداء” للركاب اﻷربعة.
وفي اللاذقية اشتكى سوريون من أزمة النقل، فيما تحدّثت حكومة النظام عن “تطبيق نظام التتبع GPS على السرافيس، مع الإبقاء على موقف درّاج جانب جامعة تشرين للسرافيس العاملة على خط “اللاذقية – جبلة”، وذلك بتوجيه من المحافظ عامر هلال”، بهدف “تخفيف الأعباء والتكاليف المادية عن الطلاب”.
وتستمر أزمة النقل والمحروقات في دمشق، لتُضاف إليها أزمة الغاز مؤخراً، فيما ادعى رئيس جمعية معتمدي الغاز في ريف دمشق “عدنان برغشة” أن السبب في تأخر تسليم أسطوانات الغاز المنزلي “يعود لتصادف طلبات إعادة التعبئة مع نهاية الدورة، مما يؤخر التسليم لمدة شهر إضافي”، حيث تأخرت رسائل تسليم الأسطوانات لفترة طويلة وصلت إلى 80 يوماً.