أعلن الرئيس التركي، “رجب طيب أردوغان”، عن “مرحلة جديدة في مكافحة الإرهاب”، ستقوم بها قوات بلاده، في الشمال السوري، ضد قوات “قسد”، خلال الفترة المقبلة.
وتحدّث الرئيس التركي عن “تدمير البنى التحتية والموارد التي يعتمد عليها تنظيم “بي كي كي” بسوريا”، في خطاب ألقاه أمس الاثنين، عقب ترؤسه اجتماعاً للحكومة في المجمع الرئاسي بأنقرة.
وأكد أن بلاده بصدد اتخاذ خطوات جديدة لـ”سد ثغرات الحزام الأمني بعمق 30 كيلومتراً في الشمالي السوري”، مضيفاً بالقول: “سننتقل إلى مرحلة مكافحة جديدة لتدمير كافة البنى التحتية والموارد التابعة لبي كي كي، بجانب قدراته العسكرية”.
عملية جوية محتملة
تأتي تصريحات أردوغان بعد يومين من تأكيد وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” أن بلاده تجري محادثات مع روسيا لاستخدام المجال الجوي الذي تسيطر عليه فوق الشمال السوري.
وتقتسم روسيا والولايات المتحدة السيطرة على أجواء الشمال السوري، حيث تحلق الطائرات الأمريكية في الشمال الشرقي، بينما تحلق الطائرات الروسية في الشمال الغربي.
وأشار “أكار” إلى عملية محتملة عبر الحدود ضد قوات “قسد”، حيث كانت تركيا قد نفّذت عدة عمليات برية، وتهدد بهجوم جديد، بعد عمليتها الجوية اﻷخيرة “المخلب – السيف”.
وقال وزير الدفاع التركي، يوم السبت: “نجري محادثات ونتناقش مع روسيا حول جميع المسائل ومنها فتح المجال الجوي”، متحدثاً عن ضرورة القضاء بالكامل على التهديدات التي تستهدف تركيا من الأراضي السورية.
وأوضح “أردوغان” في كلمته أمس، عزم بلاده مواصلة استراتيجيتها في “القضاء على الإرهاب في معاقله”، مؤكداً أنها “ستستمر في سياستها هذه، خلال 2023، على امتداد حدودها الجنوبية”.
كما شدّد على أن بلاده “ستضمن عدم حدوث أية عثرات في مشاريعها الخاصة بالصناعات الدفاعية، وخاصة تلك التي تحمل أهمية شديدة منها”، كما “ستدعم بشكل قوي، مشاريع الصناعات الدفاعية التي من شأنها تعزيز مكاسب تركيا في هذا المجال”.
وكانت سلسلة عمليات “المخلب” قد بدأت ضد مواقع “بي كي كي” في شمال العراق منذ نهاية مايو/ أيار من عام 2019، حيث تحدّث “أردوغان” حينها عن “مفهوم أمني جديد في مكافحة الإرهاب”.
وفي العشرين من نوفمبر/ تشرين الثاني الفائت بدأت عملية “المخلب – السيف” التي اشتملت على شن ضربات جوية في الشمال السوري إلى جانب شمال العراق، ردّاً على هجوم بقنبلة في “إسطنبول”، أدى لسقوط قتلى وجرحى.
وقال الرئيس التركي عقب تلك العملية إنها لن تقتصر على الضربات الجوية، وإن عملاً برياً سيبدأ في الوقت الذي تراه بلاده مناسباً.
وكانت كلّ من موسكو وواشنطن قد فتحتا مجاليهما الجويين في سوريا أمام مقاتلات الـF-16 التركية لضرب مواقع “قسد”، خلال العملية الجوية، حيث شنّت غارات في محافظة “دير الزور” وهي المرة اﻷولى منذ بداية الحرب السورية.