كشفت وكالة “رويترز” للأنباء عن حصول الطائرات الحربية التركية على الضوء اﻷخضر للتحليق في المجال الجوي الروسي والأمريكي في سوريا، أثناء تنفيذها ضرباتٍ ضدّ مواقع قوات “قسد” في شمال شرقي البلاد، وذلك للمرة اﻷولى منذ تدخلها العسكري في سوريا.
وقالت الوكالة في تقرير نشرته مساء أمس الثلاثاء، إن طائرات F-16 تركية نفذت عدة عمليات كبيرة في شمال سوريا خلال السنوات الأخيرة، لكنّها لم تستخدم فيما سبق اﻷجواء الواقعة تحت سيطرة الجانبين، مما يشير إلى “نفوذ أنقرة المتزايد مع موسكو وواشنطن هذه المرة”.
وكانت تركيا قد استخدمت طائرات بدون طيار في العديد من الضربات الجوية بالنظر إلى أن “واشنطن المتحالفة مع “قوات سوريا الديمقراطية” وموسكو تسيطران على جزء كبير من المنطقة ومجالها الجوي”.
وذكر “مصدر بوزارة الدفاع التركية” للوكالة أن الطائرات لم تستخدم قط الأجواء السورية أو الروسية أو الأمريكية في الضربات الجوية الأخيرة على قواعد “قسد” في سوريا، وأن الطائرات قصفت جميع الأهداف من داخل المجال الجوي التركي.
إقرأ أيضاً: فتح المعابر مع النظام.. شرٌّ محضٌ أم خيرٌ مُطلق؟
لكنّ “مسؤولاً أمنياً تركياً كبيراً وشخصيتين بارزتين في المعارضة السورية على اتصال بالجيش التركي” قالوا لـ”رويترز” إن طائرات نفاثة حلقت إلى الأراضي السورية التي تسيطر عليها “قسد”، وإن أنقرة “على اتصال على وجه الخصوص مع روسيا بشأن هذا الأمر”.
وأوضح “المسؤول الأمني التركي” بالقول: “استخدمت الطائرات التركية المجال الجوي الخاضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا، وقد تم بعض التنسيق مع هذين البلدين”.
وقال العقيد “عبد الجبار العكيدي” إن “الأتراك نسقوا مع الروس والأمريكيين في المناطق التي يسيطرون عليها في الأجواء السورية”.
من جانبه ذكر الصحافي التركي البارز “هاند فرات” في صحيفة “حريت” أن “الولايات المتحدة وروسيا، الدولتان اللتان تسيطران على الأجواء السورية، اضطرتا إلى فتح المجال الجوي” بعد هجوم إسطنبول.
وشنّت المدفعية التركية ضربات واسعة على قواعد “قسد” في سوريا يوم الثلاثاء، بينما دعا وزير الدفاع “خلوصي أكار” الولايات المتحدة إلى وقف دعمها لها.
من جهته قال “قائد فصيل معارض تدعمه تركيا ومصدران تركيان” للوكالة إن مقاتلين من “الجيش الوطني السوري” المتحالف مع أنقرة طُلب منهم الاستعداد لعملية موسعة محتملة.
وأضاف المصدر “مشترطاً عدم الكشف عن هويته” قائلاً: “أبلغ الأتراك جميع القادة الموجودين في إجازة بالعودة إلى مواقعهم وأولئك الموجودين في سوريا بعدم المغادرة ورفع مستوى استعدادهم”، لافتاً إلى أنه “لم يتم تكليفهم بمهام وليس هناك خطة بعد”.
وقال “المصدر الأمني التركي ومسؤول تركي كبير منفصل” إن مقاتلي “الجيش الوطني السوري” جاهزون، على الرغم من عدم تحديد جدول زمني وعدم اتخاذ قرار نهائي.
وكانت الخارجية اﻷمريكية والكرملين قد أكدا في بيانين منفصلين أمس على تفهم مخاوف تركيا اﻷمنية في سوريا.