كشفت دراسة أمنية إسرائيلية عن تورط شركة “ماهان” اﻹيرانية للطيران المدني، بتهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان، لخدمة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، فضلاً عن عمليات نقل الذهب وأموال النفط من وإلى فنزويلا، باﻹضافة إلى تورط محتمل في شحن أسلحة لدعم الغزو الروسي ﻷوكرانيا.
وكانت شركة Mahan Air قد تأسست في عام 1991 من قبل نجل الرئيس السابق “رفسنجاني” في “كرمان”، وبدأت عملياتها في عام 1992، وتقع قاعدة الشركة في مطار “الإمام الخميني” بطهران وتقوم برحلات تجارية ورحلات شحن، وهي أكبر شركة طيران خاصة في إيران.
وبحسب موقع “ألما” اﻹسرائيلي فإن الشركة تعمل تحت رعاية الحرس الثوري الإيراني ومظلة جمعية “مولا الموحدين الخيرية” (MMC)، وتجمع هذه المنظمة “المدنية” المزعومة بين الشركات والكيانات المدنية الأخرى (البنوك وشركات صناعة السيارات والشركات الهندسية ، إلخ).
يُنشئ التنظيم الإطار العام للنشاط الاقتصادي للحرس الثوري الإيراني في السوق المحلية الإيرانية، ويشكل ظاهرياً الإطار القانوني والشرعي المدني للأنشطة المالية السرية لفيلق القدس.
وشغل “حميد أراب نجاد خانوقي”، منصب الرئيس التنفيذي لشركة Mahan Air منذ عام 1996، وأعرب في إحدى مراسلاته مع قائد القوات الجوية الإيرانية، عن أن شركته “تعمل وفق القيم والأهداف السامية للجمهورية الإسلامية، وأن الشركة ستستمر في العمل رغم العقوبات المفروضة عليها”.
وكانت شركة الطيران في الماضي تطير إلى العديد من الوجهات الأوروبية، بما في ذلك ألمانيا وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، وتوقفت هذه الرحلات في العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين عندما فُرضت عقوبات أمريكية على الشركة.
وتؤكد الدراسة المفصلة أن طياري “ماهان إير” يعملون كذراع مركزي لفيلق القدس وكجزء من الغطاء المدني لنقل مكونات الأسلحة من إيران إلى سوريا ولبنان في إطار الممر الإيراني، حيث يشير العدد الكبير من الطيارين إلى حجم كبير من الرحلات الجوية والرحلات المعلنة وغير المعلنة.
ويوضح التقرير أن حجم النشاط كبير جداً لفيلق القدس، حيث أن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يمكن لشركة طيران “مدنية على ما يبدو”، تلبية مثل هذا الحجم من النشاط ما لم يكن الغرض الرئيسي منها دعم مشروع إيران؟.
لا يرتبط طيارو “ماهان إير” علناً بالحرس الثوري الإيراني، ومن المرجح بشدة أن بعضهم ينتمون رسمياً إليه، ولكن بالسر، ومهمتهم هي التأكد من أن الشحنة الحساسة على متن طائرتهم تصل إلى وجهتها بأمان.
ومن المحتمل أيضاً – بحسب التقرير – أن بعض الطيارين لا ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني، وأنهم يشاركون في أعمالهم “البريئة” والمدنية بينما “يغضون الطرف” عن السلوك المشترك للشركة مع الحرس الثوري الإيراني / فيلق القدس.
وتجدر الإشارة إلى أنه بعد إلقاء القبض على طيار شركة إيرانية أخرى، “قسم فارس إير (المعروف بصلتها بفيلق القدس)” في الأرجنتين في يونيو 2022 ، ظهرت صور له في زي الحرس الثوري الإيراني وصور لأسلحة في هاتفه.
وأوردت الدراسة المطولة قائمةً تفصيلية بأسماء 63 من الطيارين المتورطين في تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان، منوهةً بإجراء الطيران اﻹيراني ما لا يقل عن 110 رحلات إلى مطار دمشق الدولي خلال العام الحالي فقط (كانت آخر رحلة في 11 ديسمبر)؛ و39 مرة على الأقل إلى مطار “رفيق الحريري” الدولي في بيروت (آخر رحلة كانت في 8 ديسمبر)، و12 مرة على الأقل إلى مطار “النيريب” في حلب (آخر رحلة في 9 ديسمبر).
من المفترض أن الطائرات المدنية التابعة للشركة نفذت رحلات إضافية ، لكن لم يتم تسجيل هذه الرحلات كرحلات مدنية قياسية، وبالتالي يصعب تحديد موقعها في تطبيقات التتبع، ففي 09 أغسطس 2022، يمكن رؤية أن الطائرة حلقت من دبي إلى طهران في رحلة مدنية، لكن بعد يومين، في 11 أغسطس 2022، ظهرت الطائرة فجأة في بيروت وحلقت في رحلة مدنية إلى طهران، وتسائل معدو التقرير: “كيف ومن أين وصلت الطائرة فجأة الى بيروت؟ هل طار من طهران إلى بيروت دون أن يبث إشارة مكالمته الحقيقية؟ ماذا كان في عنبر الشحن للطائرة في هذه الرحلة؟”.
كما أكد الموقع أن “ماهان إير” تشارك حالياً في عمليات نقل أسلحة “فيلق القدس” إلى وجهات مختلفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق واليمن ولبنان، كما تساهم بتهريب الذهب الإيراني، حيث نقلت في السنوات الأخيرة مئات الأطنان من البضائع (أكثر من 500 طن) إلى فنزويلا بما في ذلك الذهب.
وتقول الدراسة إن بعض المنشورات تشير إلى نقل الذهب من فنزويلا إلى إيران، لكن معلومات الموقع تؤكد نقل الذهب في الاتجاه المعاكس من إيران إلى فنزويلا، مرجحةً أنه نُقل بعدها من هناك إلى شركاء إيرانيين، حوّلوا الذهب إلى فضة، وعادوا إلى إيران لتمويل أنشطة عسكرية.
كما ترتبط “ماهان إير” ومديرها التنفيذي، بصفقات تجاوز العقوبات التي تنطوي على توريد النفط الإيراني إلى فنزويلا بإجمالي خمسة ملايين برميل (800 مليون لتر من النفط / 210 مليون جالون)، ومن المحتمل أيضاً أنها تشارك في نقل أسلحة ومعدات أخرى إلى روسيا لدعم الحرب على أوكرانيا.
وكان قراصنة قد شنوا هجوماً سيبرانياً، على شركة Mahan Air وأعلنوا أنهم حصلوا على معلومات تثبت أن لها علاقة مباشرة مع “وكالتي سفر” تدعيان “Hamrah SYR” و “Utab Gasht”.