تسببت البذار الموزعة من قبل جمعية الفلاحين التابعة للنظام في حمص بخسارة كبيرة لعدد من مزارعي ريف حمص الشرقي، جراء توزيع بذور تالفة لزراعة موسم القمح للموسم الحالي.
وأفاد مراسل “حلب اليوم” في حمص بتضرر عشرات المزارعين ضمن قرى الرقاما وسكرة والريان بعد استلامهم لبذار القمح المعقمة (جنزيرة)، الذي وزعته مديرية إكثار البذار على الجمعيات الفلاحية ضمن ريف حمص الجنوبي الشرقي.
ونقل مراسلنا عن أحد المزارعين قوله: تعرضنا لخسارة كبيرة خلال الموسم الحالي بعد استلام البذور التالفة من قبل الجمعية الفلاحية، والتي اضطررنا على إثرها لإعادة حراثة مئات الدونمات بعدما فقدنا الأمل بنجاح الزراعة التي مضى عليها ما يزيد عن شهر ونصف.
وأكد الحاج “أبو عمر” أن الأمطار الموسمية من المفترض أن تساهم بتفتح الحبوب ونجاح زراعتها، إلا أن معظم الفلاحين قاموا بالكشف على البذور بعد تأخر نموها ليتبين لهم تعفنها تحت الارض، الأمر الذي أدى لقلب الأرض وإعادة حرثها من جديد.
من جهته؛ قال أحد مزارعي بلدة سكرة أنه توجه برفقة عدد من المزارعين لمقر الجمعية الفلاحين للمطالبة بتعويضهم عن الخسارة المالية التي تخطت حاجز الـ 300 ألف ليرة سورية عن كل دونم أرض، من حراثة وأسمدة ناهيك عن التعب الجسدي.
وأكد أن مسؤول الجمعية المهندس “عمار العلي” التابع لحكومة النظام تنصل من المسؤولية الملقاة على عاتقه، معتبراً أن الخطأ هو نتيجة سوء تصرف المزارعين واستعجالهم بالزراعة بالإضافة لتذرعه بأن الأمطار لهذا العام تأخرت عن موعدها المعتاد وهو ما ساهم بتعفن البذور، وفق قوله.
وهددت شريحة واسعة من المزارعين ضمن القرى المتضررة بعدم دفع المستحقات المالية المترتبة عليهم لصالح الجمعية الفلاحية ومؤسسة إكثار البذار، التي حددت عليهم تسليم المواسم لصالح مؤسسة النقل والحبوب التابعة لنظام الأسد أثناء موسم الحصاد، وفقاً لمراسلنا.
تجدر الإشارة إلى أن مناطق سيطرة النظام شهدت تراجعاً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية بنسبة إنتاج القمح، نظراً لكلفة المالية اللازمة الناجمة عن ري المحاصيل الزراعية من جهة، وغلاء الأسمدة الأجنبية وعدم فعالية الأسمدة الوطنية من جهة أخرى، ما دفع المزارعين للاستغناء عن زراعة المواسم المروية واستبدالها بالبعلية التي تعتمد على مياه الأمطار.