أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن الولايات المتحدة أرسلت المزيد من اﻷسلحة إلى قوات “قسد” في شمال سوريا، رغم اعتراض بلاده المتكرر على ذلك، متوعداً بأنها ستفعل ما يلزم دون الالتفات إلى أحد.
وقال “أردوغان”، في تصريحات مساء أمس اﻷحد، إن بلاده “ستقتلع شوكها بأيديها”، مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة أرسلت 4-5 آلاف شاحنة محملة بالأسلحة إلى شمال سوريا ورغم الحديث عن ذلك مراراً وتكراراً لا يكترثون أبداً”.
أتى ذلك بعد ساعات فقط من مباحثات أجراها “أردوغان”، مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، خلال مكالمة هاتفية أمس، بحثت “القضية السورية”، بحسب وكالة “الأناضول“.
وذكرت الوكالة أن الرئيس التركي قال لنظيره، إنه “من المهم تطهير المناطق على طول الحدود مع شمال سوريا لعمق 30 كلم على الأقل، في المرحلة الأولى بموجب اتفاق سوتشي”.
وأكد “أردوغان” في كلمته أمس أنه أبلغ الجانب الأمريكي بأن تركيا دولة حليفة للولايات المتحدة ضمن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، و”على الرغم من ذلك ترتكب هذا الخطأ بحقها وتقف إلى جانب التنظيم الإرهابي”.
كما أشار الرئيس إلى أن وضع بلاده في الماضي كان مختلفاً كثيراً عن اليوم فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية، حيث أن نسبة المنتجات المحلية في الصناعات الدفاعية كانت 20 في المئة فقط عندما تسلم حزبه “العدالة والتنمية” الحكم في البلاد.
وبيّن “أردوغان” أن نسبة المنتجات المحلية بلغت اليوم 80 في المئة، “وهذا يعني أن تركيا باتت تكتفي ذاتياً”، حيث أنها اليوم تنتج اليوم الذخائر اللازمة لطائرات “إف-16” الحربية وكذلك الطائرات المسيرة المسلحة على وجه الخصوص.
ووجه رسالة تهديد مباشرة إلى اليونان قائلاً: “الآن أصبحنا ننتج صواريخنا بأنفسنا، وهذا الإنتاج بالطبع يخيف اليونان.. عندما نتحدث عن صاروخ طيفون يشعرون بالخوف ويقولون إنه يستطيع ضرب أثينا”، مؤكداً أن “هذا الصاروخ يمكنه فعل ذلك”.
دعوة إلى قوات “قسد” للحوار
دعا السياسي الكردي، “نواف رشيد”، عضو اللجنة السياسية في حزب “يكيتي” “ENKS”، أمس الأحد، قوات “قسد” إلى استئناف الحوار مع “المجلس الوطني الكردي”، للتوصل إلى صيغة تفاهم تُسهم في تجنب الهجوم التركي المحتمل.
وقال “رشيد” إن على “أحزاب الوحدة الوطنية الكردية”، والتي يمثل “حزب الاتحاد الديمقراطي” PYD أكبرها، التفاهم مع باقي المكونات، للوصول إلى صيغة ترضي جميع الأطراف بما فيها تركيا.
وتتمثل رؤية عضو حزب “يكيتي” في استبدال قوات “قسد” بقوات “مشتركة من أبناء جميع مكونات المنطقة”، بما يُزيل المخاوف اﻷمنية التركية، لافتاً إلى أن الأوضاع في منظقة شمال شرقي سوريا باتت “مأساوية”، و”تزداد سوءاً في ظل التهديدات التركية”.
وكان “مظلوم عبدي” قائد قوات “قسد” قد اعتبر في تصريحات له، منذ أيام، أن الولايات المتحدة منعت الهجوم التركي المرتقب.
وأكد “رشيد” أن “التهديد التركي لا يزال قائماً”، حيث “تنتظر أنقرة تنفيذ الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا، وعودها بإبعاد “قسد” عن الحدود المشتركة معها من 30 إلى 35 كم أو إقناعها بوساطة وتدخل من روسيا بتسليم المناطق الواقعة تحت سيطرتها إلى قوات النظام”.
ورآى أن ما يمكن أن يُجنب المنطقة “خطر الاجتياح التركي”، هو “استعداد قوات “قسد” للكف عن عدائها لتركيا”، والعمل على الابتعاد عن كل ماهو مرتبط بحزب العمال الكردستاني PKK.
يُذكر أن مجلس الوزراء الرئاسي التركي، يعقد اليوم الاثنين، اجتماعاً خاصاً لمناقشة “مكافحة الإرهاب والعمليات عبر الحدود”، إلى جانب ملفات داخلية، برئاسة “أردوغان”.