أكد الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، أن بلاده قادرة على تنفيذ تهديداتها بشأن تنفيذ عملية برية في ريف حلب الشمالي، ضد قوات “قسد”، شمالي سوريا.
يأتي ذلك فيما تخوض تركيا مفاوضاتٍ مع كلٍّ من روسيا والولايات المتحدة حول تعليق عمليتها التي تنوي إطلاقها، مقابل تعهّداتٍ بتحقيق مطالبها اﻷمنية.
وقال “أردوغان” خلال منتدى نظمته قناة “تي أر تي وورلد” في مدينة “إسطنبول”، أمس الجمعة، إن “تركيا لديها القوة لإتمام العمليات التي بدأتها من أجل أمن حدودها، حتى لو لم تتلق دعمًا من أحد”.
.
وأوضح أن تركيا “لديها القدرة على لعب دور رئيسي في حل القضايا التي تواجه أوروبا”، مشيراً إلى حاجة أوروبا “لتغيير نهجها تجاه تركيا في كل قضية من العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية إلى مكافحة الإرهاب وفقًا لروح التحالف والشراكة”.
وبيّن أنه “من الصعب على أنقرة أن تحلم بمستقبل مشترك مع أوروبا التي تدعم بشكل سري وعلني التنظيمات الإرهابية التي تكافحها، وتحمي الإرهابيين وتقف ضدها (تركيا) في كل قضية هي طرف فيها”.
وقال وزير الدفاع التركي “خلوصي آكار” اليوم إن العملية العسكرية مسألة تقنية وتكتيكات وحسابات، حيث اتخذت قوات بلاده و”ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة في المكان والزمان المناسبين”.
وشدّد على أن أنقرة “لن تتسامح مع الإرهابيين قرب حدودها”، حيث أن “الهدف الوحيد للقوات المسلحة التركية هو الإرهابيون أينما كانوا”.
وقد رفض الرئيس التركي في كلمته أمس الموقف الغربي المنتقد لحرب بلاده على “قسد”، قائلاً إنه “لا أحد يستطيع أن يحاسبنا على حربنا ضد الإرهابيين، لدينا القدرة على إنهاء العمليات التي بدأناها من أجل أمن حدودنا، حتى لو لم نتلق دعمًا من أحد”.
ومضى بالقول: “ناهيك عن المظالم الواضحة التي تعرضنا لها خلال عملية العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي، والحصار المقنع الذي فُرض علينا، وتحويل القضايا الإنسانية إلى ابتزاز”.
وأشار إلى “المساهمة التي تقدمها تركيا للحفاظ على أمن أوروبا وازدهارها من خلال دعمها السياسي والعسكري والاقتصادي”، فهي “البلد الذي فضل السير مع أوروبا وتحمل أعباء فترة الحرب الباردة”.
وانتقد موقف أوروبا بترك بلده “وحيدةً في حربها ضد المنظمات الإرهابية التي تهدد وحدة بلاده وتضامنها، على الرغم من كل التضحيات التي قدمتها”، حيي وجّهت “أقوى ضربة” ضدّ تنظيم “الدولة”، الذي “يراه العالم وأوروبا أكبرَ تهديد لهم”.
وشجب الرئيس التركي ادعاءات الغرب بإعاقة “الحرب على اﻹرهاب” بسبب الهجمات ضدّ “قسد”، قائلاً إن “تركيا تؤكد في كل منبر أن الإرهاب تهديد عالمي وأن مكافحته يجب أن تتم في إطار تعاون عالمي”.
ونوّه بأن بلاده “وجّهت أقوى ضربة ضدّ تنظيم “الدولة” الذي يراه العالم، وخاصة الاتحاد الأوروبي أكبر تهديد، وأثبتت ذلك في الميدان، فهل الدول التي تصرح بنفسها اليوم كافحت التنظيم؟ هل كافحت PKK أو PKK/PYD الإرهابيين؟ لا، نحن الدولة الوحيدة التي كافحناها جميعًا”.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت مؤخراً رفضها للعملية التركية، معربةً عن قلقها من التداعيات المحتملة لشن أي هجوم، بدعوى التأثير على محاربة تنظيم “الدولة”.