تُجبر الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مناطق سيطرة النظام الكثير من السوريين، وخاصةً الشبان على اللجوء إلى بيع الأعضاء، في ظلّ تراجع وأزمات متتابعة في كافة مناحي الحياة، وفقاً لما أكدته مصادر موالية.
وذكر موقع “سناك سوري” الموالي أن تجارة الأعضاء انتشرت موخراً وتحوّل إلى ظاهرة، مشيراً إلى أن شخصين في مدينة دمشق اضطرا في اﻵونة اﻷخيرة لذلك، لقاء مبلغ من المال، مع “تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد والتضخم الهائل في الأسعار، حيث ساءت أوضاع جميع شرائح المجتمع السوري خصوصاً الفئات الفقيرة والأكثر فقراً، الأمر الذي دفع معيلين كثر لخيار بيع أعضائهم لقاء لقمة العيش”.
وقال “زهير. خ” من حي “القيمرية” في دمشق، إنه باع كليته بعد أن أخبره صديقه “عمار. ب” من حي “ركن الدين” عن سمسار يحمل الجنسية اللبنانية، ويمتهن تجارة الأعضاء في دمشق، يبحث عن كلية، لافتاً إلى أن صديقاً آخر له قام ببيع إحدى خصيتيه مقابل 20 ألف دولار أمريكي.
وأجرى “زهير” وصديقه العمليات الجراحية في مشفىً بالعاصمة “بيروت”، حيث تولّى السمسار نقلهما إلى هناك، موضحاً أن سعر الكلية يعادل أيضاً نحو 20 ألف دولار أمريكي.
ولفت الموقع إلى تزايد عمليات تجارة الأعضاء في السنوات الأخيرة، حتى تحولت إلى ظاهرة مقلقة، كشفت عن وجود “سوق سوداء” تقود وتنظم عمليات البيع.
كما أكد أن “زهير ليس أول ولن يكون آخر شاب سوري يلجأ لخيار بيع اﻷعضاء لقاء مبلغ من المال يسد به عوزه وحاجته، إذ تعتبر عملية تجارة الأعضاء البشرية في سوريا من الأمور التي باتت شائعة في البلاد بشكل شبه علني”.
مخاطر عملية “التبرّع”
قال الطبيب “همام رحمة” المختص في “التناسلية” للموقع إنّ المتبرع بالخصية يعاني في كثير من الأحيان من مضاعفات صحية ونفسية على المدى البعيد قد تؤثر على نمط حياته وأسرته بشكل سلبي، ومن مختلف النواحي.
ولفت إلى أن عملية استئصال خصية واحدة لا تؤثر بشكل سلبي على الأداء الجنسي أو الخصوبة و لا تسبب العقم إذا كانت الأخرى سليمة، لكن قد يكون هناك أثر على القدرة على الإنجاب قد يصل في بعض الأحيان إلى نسبة 30 %.
وأوضح الطبيب أنّ المتبرعين بالكلى قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالفشل الكلوي في المستقبل بدرجة أعلى قليلاً، مقارنة بمتوسط خطر الإصابة بالفشل الكلوي لدى بقية الأشخاص.
كما أن المتبرّعين معرضون لنزيف دموي واسترواح صدري والتهاب رئوي وانسداد معويّ (Ileus)، بالإضافة إلى الجلطات الدموية ومضاعفات الجرح وأحياناً الموت.
يشار إلى أن ظاهرة بيع وتجارة اﻷعضاء كانت قد انتشرت في مناطق سيطرة النظام منذ عدّة سنوات، حيث يعاني 12 مليون إنسان في سوريا من انعدام اﻷمن الغذائي، بحسب تقديرات اﻷمم المتحدة.