تُجري أنقرة محادثاتٍ مع موسكو لشن عملية عسكرية جديدة بالقرب من الحدود التركية في الشمال السوري، من أجل طرد قوات “قسد” من منطقة جديدة، وفقاً لتقرير نشره موقع “ميدل إيست آي”.
وقال التقرير إن العملية المرتقبة قد تكون في الأسابيع المقبلة، حيث أبلغ وزير الدفاع التركي “خلوصي أكار” نظيره الروسي “سيرجي شويغو” في اتصال هاتفي يوم الخميس الماضي، أن أنقرة ستواصل الرد على الهجمات التي تستهدف المدنيين في تركيا.
وتشن القوات التركية سلسلة من الهجمات بالطائرات المقاتلة والطائرات بدون طيار في جميع أنحاء شمال سوريا ضد أهداف “وحدات حماية الشعب” YPG منذ عملية استهداف “إسطنبول”، وأثارت هذه الضربات انتقادات أمريكية لقربها من قواعد التحالف التي يتمركز فيها جنود أمريكيون.
وقال البيان التركي حول اتصال “أكار” بـ”شويغو”: “أشرنا إلى أن منع التهديد الإرهابي والممر الإرهابي بشكل دائم، وتحييد المنظمات الإرهابية، هو على رأس أولوياتنا، وتم التأكيد مرة أخرى على أنه من الأهمية بمكان الامتثال للاتفاقيات التي تم التوصل إليها سابقاً بشأن هذه المسألة”.
والتقى مسؤولون أتراك وروس على هامش المحادثات التي أجريت في “أستانا 19” بكازاخستان في وقت سابق الأسبوع الماضي، وقال المسؤولون الروس إنهم حاولوا ثني تركيا عن شن هجوم، لكن “المراقبين يعتقدون أن التصريحات الروسية حتى الآن لم تكن قوية بما يكفي”.
وهدد أردوغان في يونيو / حزيران بشن هجوم على “قسد” في مدينتي “تل رفعت” و”منبج” في محافظة حلب، وتقول “مصادر مطلعة على المفاوضات” إن “تل رفعت قد تكون من بين المواقع المستهدفة في هجوم قادم”.
وستكون العملية هي الرابعة من نوعها التي تشنها أنقرة في شمال سوريا منذ عام 2016، وستتم بهدف معلن وهو مكافحة التهديدات التي تتعرض لها تركيا من تنظيم “الدولة” و”حزب العمال الكردستاني” PKK، فضلا عن إعادة النازحين السوريين داخلياً.
وتعتبر “تل رفعت” مهمة بسبب موقعها الإستراتيجي، حيث أنها محصورة بين القوات التركية وقوات اﻷسد، وقد أصبحت في بعض الأحيان نقطة هجوم على الجيش التركي، وقد قال مصدر عسكري لموقع Middle East Eye إن “قسد شنت “ما لا يقل عن 100 هجوم على الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الوطني السوري والقواعد العسكرية التركية على شكل صواريخ وصواريخ مضادة للدبابات ونيران مدافع وقاذفات صواريخ متعددة”.
وأضاف المصدر أن قاعدة “منغ” الجوية التي تسيطر عليها “قسد”، منذ عام 2016 بمساعدة الضربات الجوية الروسية، كانت أيضاً موقعاً إستراتيجياً لقوات العدو يمكن من خلاله استهدافة مدينة كلس التركية”.
وما يزال رد فعل إيران تجاه عملية تركية محتملة في شمال سوريا غير معروف، حيث تشارك الميليشيات المتحالفة مع الحرس الثوري بفاعلية في السيطرة على منطقة شمال حلب.
يذكر أن “قسد” شردت نحو 250 ألف مواطن سوري من “تل رفعت” إلى مناطق أخرى في الشمال السوري، وفقاً لتقديرات تركية، حيث تؤكد أنقرة على ضرورة إعادتهم.