كشف تحقيق أجرته وكالة “أسوشيتد برس” عن انتهاكات واسعة قامت بها القوات الروسية في شوارع مدينة “بوتشا” بأوكرانيا، والتي تعرّضت للاحتلال في وقت سابق.
وذكر التحقيق حوادث عدة قام فيها الجنود الروس بتغطية رؤوس الضحايا وتقييدهم وسوقهم إلى أماكن لتجميعهم وإطلاق النار عليهم.
وبعد طرد القوات الروسية من المدينة، تم العثور على مئات الجثث المتناثرة على طول الشوارع والمكدسة في قبور جماعية، وهو ما أطلق عليه الجنود الروس في مكالمات هاتفية تمّ اعتراضها عليها اسم “zachistka” (التطهير).
وقد قام الروس بمطاردة الأشخاص المدرجين في القوائم التي أعدتها أجهزتهم الاستخباراتية وتوجهوا من باب إلى باب لتحديد التهديدات المحتملة، وشمل ذلك المقاتلين المتطوعين والمدنيين المشتبه في أنهم يساعدون القوات الأوكرانية، حيث تعرضوا للتعذيب والإعدام.
وقالت وكالة “أسوشيتد برس” إنها وسلسلة “Frontline” على قناة PBS حصلت على لقطات كاميرا مراقبة من إحدى شوارع المدينة تظهر، لأول مرة، كيف تبدو عملية التطهير في أوكرانيا.
ويدل التحقيق على “وحشية منظمة يمكن تكرارها على نطاق واسع في الأراضي التي تحتلها روسيا في جميع أنحاء أوكرانيا – وهي استراتيجية لتحييد المقاومة وإرهاب السكان المحليين لإخضاعهم”.
يقول الأوكرانيون إن المسؤولين عن أعمال العنف التي وقعت في شارع “يابلونسكا” كانوا جنوداً من فرقة الحرس 76 المحمولة جواً، وذلك بتوجيه من القائد، الميجور جنرال “سيرجي شوباريكين”، ورئيسه ، الكولونيل “ألكسندر تشيكو”، وهو رجل معروف بوحشيته كقائد للقوات الروسية في سوريا.
انتهى الأمر بالشرطة لانتشال ما يقرب من 40 جثة على طول شارع “يابلونسكا” وحده، ووثّق مراسلو وكالة “أسوشييتد برس” 13 جثة في أحد المباني.
وقال “تاراس سيمكيف”، المدعي العام الأوكراني في قضية شارع “يابلونسكا”، للوكالة ولـ”فرونت لاين” إنه من غير المعتاد رؤية جرائم الحرب تظهر على الفيديو وأن لقطات وشهادات شهود العيان من 4 مارس هي عناصر أساسية للملاحقة القضائية.
إقرأ أيضاً: قوات النظام تعتقل ستة شبّان في ريف إدلب
وأضاف “سيمكيف”: “تكشف نتائج الأدلة الجنائية التي جمعناها حتى الآن أنه لم تكن مجرد حوادث معزولة لأفراد عسكريين يرتكبون خطأً بل سياسة منهجية تستهدف الشعب الأوكراني”.
من جانبه لم يرد الكرملين على الأسئلة التفصيلية التي أرسلتها الوكالة، والتي استعرضت مع “فرونت لاين” مئات الساعات من مقاطع الفيديو من كاميرات المراقبة في “بوتشا”، وفحصت التسجيلات الصوتية للمكالمات الهاتفية التي أجراها الجنود الروس.
وأعادت الوكالة بناء الأحداث باستخدام نموذج ثلاثي الأبعاد للمدينة، مستمداً من بيانات من طائرات بدون طيار تم إطلاقها فوق “بوتشا” هذا الربيع.
قال المقاتل الأوكراني “ستاخوف” ومقاتل آخر للوكالة، بقيا في المدينة حتى دخلها الروس، إن معظم المتطوعين لم يتعاملوا مع الأسلحة من قبل، وقد بحثوا عن الأسلحة القليلة التي يمكنهم استخدامها.
وفي إحدى الحوادث توجه مدنيون إلى الطابق السفلي المحصن جيداً لمبنى إداري في مجمع صناعي في شارع “يابلونسكا” بحثاً عن مأوى، لكنه الروس حولوه إلى سجن لهم.
وكانت قوات المظليين قد اقتحمت “يابلونسكا”، وفحص عناصرها وثائق الناس، وفحصوا هواتفهم واستجوبوهم، وفقاً لمقابلات مع السكان المحليين، وفي بعض الحالات، كان لديهم بالفعل أسماء الأشخاص الذين يريدون العثور عليهم.