أصدر “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” تقريراً، وثق من خلاله مقتل أكثر من 860 صحفياً في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينهم 700 في سوريا، وذلك خلال العقد الماضي.
وقال المرصد في تقريره الذي نُشر في “اليوم العالمي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين” الأربعاء الماضي، إن الصحفيين، خلال السنوات الأخيرة، كانوا من بين الفئات الأكثر استهدافاً في العديد من البلدان، وضحايا لمجموعة متنوعة من الجرائم والانتهاكات، بما في ذلك القتل والاعتقال التعسفي والتعذيب والمحاكمات الجائرة، فيما مر الجناة الفعليين في كثير من الأحيان دون عقاب.
وسجل التقرير الذي حمل عنوان “مهنة الموت”، مقتل أكثر من 860 صحفياً، بما في ذلك 9 صحفيين أجانب، قُتلوا في سوريا، بمعدل سنوي أكثر من 63 صحفياً.
وشهد العراق مقتل 61 صحفياً، بمعدل 6 صحفيين سنوياً، بينما شهد اليمن مقتل 42 صحفياً منذ العام 2014، وسجلت الأراضي الفلسطينية مقتل صحفيين اثنين في المتوسط كل عام.
الحصيلة الأكبر في سوريا
وأوضح التقرير أن سوريا تعد من أخطر البلدان على سلامة وحياة الصحفيين في المنطقة، والتهديدات التي يتعرض لها الصحفيون بشكل يومي، والتي تتفاقم بتسارع مضطرد.
ولفت التقرير إلى أن سوريا شهدت مقتل أكبر عدد لصحفيين خلال العقد الماضي، من بينهم صحفيين قُتلوا خلال تغطية الأحداث، أو في منازلهم، أو في السجون تحدت التعذيب، فيما لا يزال عشرات الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي في السجون.
وأفاد المرصد بأن نظام الأسد بذل جهوداً حثيثة لمنع دخول الصحفيين ووسائل الإعلام الدولية إلى البلاد، كما حظر وسائل الإعلام المستقلة، دفع ذلك بالعديد من الصحفيين ووسائل الإعلام إلى العمل من خارج سوريا لضمان العمل بحرية ودون ملاحقة.
وأضاف أن رئيس النظام، “بشار الأسد”، أدخل تشريعات تهدف إلى تشديد القيود والرقابة على عمل الصحافيين والنشطاء عبر الإنترنت، منها القانون رقم 20، للعام 2022، الخاص بـ “الجريمة المعلوماتية”، والذي يجرم انتقاد السلطات، ويفرض عقوبات تشمل الاعتقال ودفع غرامات مالية باهظة.
وطالب “المرصد الأورومتوسطي” الحكومات وأطراف “النزاع” في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا باحترام حرية العمل الصحافي، ووقف جميع أشكال استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام، بما في ذلك إطلاق سراح جميع الصحفيين المعتقلين على خلفية عملهم، وتحقيق العدالة للصحفيين الذي فقدوا حياتهم أثناء تأدية عملهم.
يُذكر أن سوريا احتلت المرتبة 171 على المؤشر الخاص بمنظمة “مراسلون بلا حدود” الذي شمل 180 بلداً، وذلك خلال تصنيف العام 2022.