ذكرت صحيفة “الشرق اﻷوسط” أن ما قامت به القوات التركية من تحركات في شمال سوريا مؤخراً، هو عملية إعادة انتشار الهدف منها مواجهة محاولات تقدم قوات النظام من ناحية، وتحجيم “هيئة تحرير الشام” من ناحية أخرى.
وكان الجيش التركي قد ثبّت مؤخراً نقطة عسكرية جديدة في مبنى يقع بالحي الشرقي لبلدة “البارة” بجبل الزاوية، جنوب إدلب، تُشرف على مناطق سيطرة قوات النظام في حرش “كفرنبل” القريبة.
وأنشأت القوات التركية في سوريا قبل ذلك نقطة عسكرية ضمن محور “الكبانة” بجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي، وهو موقع يشرف على طريق حلب اللاذقية الدولي (إم4)، وذلك في التاسع من تشرين الأول الماضي.
وتعد هذه النقطة التركية الثالثة التي يتم إنشاؤها في ريف اللاذقية، بعد “الزيتونة” في جبل “التركمان” و”الحدادة” بجبل “الأكراد”، وهي المنطقة التي تعرضت لمحاولات تقدم كثيرة بغطاء جوي روسي مكثف.
وسحبت القوات التركية، منذ أيام قليلة، رتلاً عسكرياً من إدلب باتجاه أراضيها، تألَّف من 7 دبابات و10 مدرعات مع طواقمها البشرية، إضافةً إلى أكثر من 15 ناقلة جند محملة بالجنود.
كما بدأت “تتحرك لاحتواء وتحجيم تحركات ‘هيئة تحرير الشام’ التي دخلت منطقة عفرين في ريف حلب وسط اشتباكات مع فصائل الجيش الوطني السوري”.
وكانت أنقرة قد تدخلت عبر “هيئة ثائرون”، وأجبرت “تحرير الشام” على الانسحاب عسكرياً بشكل شبه كامل والإبقاء على عناصرها الأمنية، فيما أقامت القوات التركية نقطتي مراقبة عسكريتين على الخط الفاصل بين إدلب ومنطقة عمليات “غصن الزيتون”.
وقال الكاتب التركي في صحيفة “حرييت”، المقربة من الحكومة “سادات أرجين” إن المدعي العام في أنقرة أصدر أمراً بالقبض على 11 من المنتمين إلى “هيئة تحرير الشام” في العاصمة التركية الأسبوع الماضي.
واعتبر أن ذلك “يحمل إجابة عن التساؤلات التي صاحبت الاشتباكات في عفرين وصمت تركيا تجاه هذه التطورات”، حيث رأى أن تعزيز القوات التركية وجودها على محاور “عفرين”، والقبض على 9 من المطلوبين الأحد عشر في أنقرة، “لا يمكن النظر إليهما بشكل منفصل”.
ولفت إلى أن “هذا التزامن يكشف بوضوح عن أن أنقرة بدأت زيادة الضغط على هيئة تحرير الشام ليس فقط في سوريا، ولكن أيضاً داخل تركيا”.
يشار إلى تصاعد محاولات التسلل والاشتباكات على جبهات شمال غربي سوريا خلال اﻵونة اﻷخيرة، وذلك في مناطق التماس مع كلّ من “قسد” وقوات النظام.