لفتت صحيفة “جيروزاليم بوست” اﻹسرائيلية إلى تزايد خطر الطائرات المسيرة اﻹيرانية، مع استخدام الجيش الروسي لها في أوكرانيا، واكتساب طهران المزيد من الخبرة في التعامل معها.
وقالت الصحيفة: “إذا اعتقدت إيران أن طائراتها بدون طيار ناجحة في أوكرانيا ، فقد تأخذ المعلومات والمعرفة المكتسبة من ترويع الأوكرانيين لتهديد إسرائيل”.
ولفتت إلى ضغط متزايد على إسرائيل لدعم أوكرانيا عسكرياً، خلال الأسبوع الماضي، خاصة في مجال أنظمة الدفاع الجوي التي يمكن استخدامها ضد الطائرات الإيرانية.
وأكدت أن “الدليل على قيام إيران بتزويد روسيا بطائرات بدون طيار أصبح واضحاً الآن”، وأن هناك أدلة متزايدة على أن إيران أرسلت حتى مستشارين من الحرس الثوري الإيراني لمساعدة الروس.
وحول الخيارات المتاحة أمام إسرائيل الآن، فيما يتعلق بمساعدة أوكرانيا، ترى الصحيفة أن اﻷمر متعلّق بردع إيران، لكنها حذرت من “عواقب غير مقصودة بسبب التحالف الإيراني – الروسي المتنامي بسرعة على الطائرات بدون طيار والتهديدات الأخرى”.
تمتلك إسرائيل أحد أنظمة الدفاع الجوي المهمة بالنسبة ﻷوكرانيا، وقد طوّرت هذا النظام المعقد (القبة الحديدية) لمواجهة التهديدات الصاروخية بعد حرب الخليج عندما أطلق “صدام حسين” صواريخ “سكود” على اﻷراضي المحتلة.
وأصبح الدافع إلى تحسين الدفاعات الجوية أكثر حدة بعد حرب لبنان عام 2006 – تضيف الصحيفة – عندما كان من الواضح أن “حزب الله” المدعوم من إيران يعمل الآن على زيادة مدى صواريخه.
تتعاون إسرائيل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في مجال أنظمة الدفاع الجوي، بما في ذلك العمل المشترك على الدفاعات الجوية Arrow و David’s Sling.
بالإضافة إلى ذلك، اخترعت إسرائيل القبة الحديدية، التي تعمل منذ أكثر من 10 سنوات و”لديها الآلاف من عمليات الاعتراض الناجحة”.
ونوّهت الصحيفة إلى أن إيران طورت تهديدات بطائرات بدون طيار في المنطقة خلال السنوات الأخيرة لاستهداف إسرائيل، وقد اختبرت تلك الطائرات بدون طيار من خلال إمدادها للحوثيين في اليمن ومساعدتهم في بناء برنامج محلي للمسيرات.
كما استهدفت إيران السعودية واستخدمت طائرات مسيرة وصواريخ ضد جماعات المعارضة الكردية في العراق وضد القوات الأمريكية.
من الواضح أن تهديد الطائرات بدون طيار الإيرانية آخذ في الازدياد، وتحب إيران اختبار طائراتها بدون طيار في جميع أنحاء المنطقة، مما يؤدي بشكل أساسي إلى إشعال 4000 ميل من خط المواجهة من البحر الأحمر إلى لبنان بتهديدات الطائرات بدون طيار والصواريخ، وفقاً للتقرير نفسه.
واعتبرت الصحيفة أن إيران هي تهديد “الدائرة الثالثة”، أي أنها تطور أسلحة نووية ولديها صواريخ يمكن أن تهدد إسرائيل من مسافة بعيدة، لكنها تنقل أسلحة عبر سوريا إلى لبنان، فيما “تشن إسرائيل حملة بين الحربين لاعتراض تدفق السلاح الإيراني”.
كما تنقل إيران – وفقاً للصحيفة – صواريخ إلى الميليشيات العراقية، ونقلت أنظمة إلى اليمن؛ مما يعني أن التهديد يتزايد.
ومع شعور إيران بالثقة في قدرتها على إرسال طائرات بدون طيار إلى روسيا؛ “على ما يبدو بالآلاف حسب التقارير؛ فإن هناك نظاماً عالمياً جديداً للطائرات بدون طيار؛ حيث يتسبب محور الطائرات بدون طيار الإيرانية-الروسية في الخراب في أوكرانيا والشرق الأوسط”.
ومضت الصحيفة قائلةً: “يجب على إسرائيل ردع إيران، لكنها لا تريد أي مواجهة مباشرة مع القوات الروسية في سوريا؛ علاوة على ذلك، إذا اعتقدت إيران أن طائراتها بدون طيار ناجحة في أوكرانيا ، فقد تأخذ المعلومات والمعرفة المكتسبة من ترويع الأوكرانيين لتهديد إسرائيل، وفي المقابل إذا كانت إسرائيل قادرة على مساعدة أوكرانيا ولم تعترض المساعدة الطائرات بدون طيار، فقد تبدو إسرائيل ضعيفة في مواجهة التهديد”.
وختمت بالقول: “لا يمكن لإسرائيل أن تبدو ضعيفة ولا يمكنها أن تجعل إيران تحصل على المزيد من العملاء لطائراته،ا لا يمكن لإسرائيل أيضاً السماح لإيران بتحسين الطائرات بدون طيار واستيراد التكنولوجيا الجديدة أو الحصول على استثمارات جديدة ونقل التكنولوجيا من دول مثل روسيا، مما قد يمكّن الطائرات بدون طيار من تحسين مداها وتوجيهها واتصالاتها وتمكينها من التهرب بشكل أفضل من الاكتشاف.