وقّع الرئيس اللبناني “ميشال عون” على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، فيما وصفه رئيس حكومة الاحتلال بـ”اﻹنجاز”، صباح اليوم الخميس، وذلك قبيل أيام من مغادرته للقصر الرئاسي في “بعبدا”.
وكان “عون” قد أعلن اﻷسبوع الماضي عن التوصل للاتفاق الذي وصفه بالمهم، إلى جانب إعلانه عن بدء إعادة اللاجئين السوريين وتسليمهم إلى نظام الأسد.
وقال الوسيط الأمريكي “آموس هوكستين” في مؤتمر صحفي عقده بـ”بيروت” عقب تسليم رسالة إلى “عون” تحوي النص الرسمي للاتفاق ليوقّع عليه، إن توقيع الاتفاق سيجلب “الاستقرار للمنطقة”، معتبراً أن هذا اليوم “تاريخي” بالنسبة للمنطقة.
وأضاف “هوكستين” أن الترسيم “سيشكل نقطة تحول للاقتصاد اللبناني”، حيث سيسمح ببدء العمل في حقل “قانا” التابع للبنان، مدعياً أنه “لا شيء في الاتفاق سيسمح بأخذ الأرباح من الشعب اللبناني”.
وجاء الاتفاق بعد قبول الحكومة اللبنانية وحزب الله بالتراجع عن الخط البحري الذي كانت تطالب به “بيروت”، والتخلي عن أكثر من 2000 كيلومتر مربع، وفقاً لخبراء.
من جهته أعرب رئيس الحكومة اللبنانية لتصريف اﻷعمال عن أمله في أن يسهم الترسيم في حل الأزمات المالية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
وتعيش لبنان حالياً أسوأ أزماتها الاقتصادية، في ظل فشل سياسي وتعثّر بتشكيل الحكومة، بينما سيغادر “عون” في 30 تشرين اﻷول/ أكتوبر الجاري، وفقً للمتحدث باسم الرئاسة، لتبقى البلاد بلا رئيس.
من جانب آخر فقد حذّر الوسيط الأمريكي من تجاوز الاتفاق، قائلاً إنه “إذا انتهكه أحد الجانبين فإن الطرفين سيخسران”، مبدياً استعداد واشنطن لبذل جهدها لـ”تذليل أي مشكلة”، ومؤكداً عجم وجود مخاوف لديها من أي خرق.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي “يائير لابيد” اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بأنه “إنجاز دبلوماسي واقتصادي”، فيما أكدت الرئاسة اللبنانية أن وفدها لتوقيع الاتفاق “لن يلتقي إطلاقاً بالوفد الإسرائيلي”.
وكان الباحث اللبناني في قضايا ترسيم الحدود “عصام خليفة”، قد أعرب عن استغرابه من “الأجواء الإيجابية التي يتحدث عنها المسؤولون اللبنانيون الذين يهللون لإنجازهم الملف”، واصفاً إياه بـ”الخطأ التاريخي”.
وأكد “خليفة” أن لبنان “خسر 2217 كيلومتراً مربعاً من مياهه” بموجب الاتفاق، ووصف اﻷمر بـ”الخيانة العظمى”، معتبراً أن “المسؤولين يتخلون عن ثروات الشعب الغازية والنفطية والمائية والسمكية بالإعلان عن التراجع عن الخط 29 القانوني والعلمي، والالتزام بالخط 23”.