أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية عن تقديمها الدعم المتواصل للمنطقة الخاضعة لسيطرة “قسد” في شمال شرقي البلاد، والتي وصل فيها وباء الكوليرا إلى مستويات غير مسبوقة، فيما خصص الاتحاد اﻷوروبي مبالغ مالية إضافية لمناطق سيطرة النظام.
وقالت المنظمة إن شمال شرق وشمال غرب سوريا يواجه منذ سبتمبر 2022 تفشي وباء “الكوليرا” المرتبط أولاً بالمياه الملوثة قرب نهر الفرات، وبالنقص الحاد في المياه.
وأكدت أن المرض انتشر الآن في جميع أنحاء البلاد، حيث “تم الإبلاغ عن أكثر من 13000 حالة مشتبه بها، بما في ذلك 60 حالة وفاة”.
ونقل التقرير عن “مستشفى الرقة الوطني” تأكيده أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها اﻹبلاغ عن الإصابة بـ”الكوليرا” في شمال شرق سوريا منذ عام 2007.
وتستجيب فرق “أطباء بلا حدود” للجائحة “بالشراكة مع السلطات الصحية المحلية”، في الرقة، من خلال تقديم الدعم لمركز علاج “الكوليرا” بسعة 40 سريراً.
وبحسب التقرير فقد تمّ خلال الأسبوعين الأولين، قبول ما يقرب من 600 مريض، ثلثهم يعانون من مرض شديد وثلث آخر تم علاجهم كمرضى خارجيين.
كما بدأت عمليات التقييم في الحسكة، وذلك “على الرغم من أن الناس هناك لا يعتمدون على نهر الفرات”، حيث أن المياه تأتي من الآبار ويتم توزيعها بواسطة الشاحنات.
ولا يزال الوصول إلى المياه النظيفة أمراً صعباً في شمال شرق سوريا، حيث من الممكن لشاحنة النقل أن تقوم عن غير قصد بتزويد المياه الملوثة للسكان.
الاتحاد اﻷوروبي يخصص مئات الملايين
أعلن الاتحاد الأوروبي عن تخصيص 700 ألف يورو إضافية للمساعدة في “احتواء وباء الكوليرا في سوريا”، تضاف إلى مبالغ سابقة.
وكان الاتحاد قد خصص في وقت سابق 4 ملايين يورو لمواجهة الوباء وتحسين الواقع الخدمي والبنية التحتية، حيث أن “نصف السوريين يعتمدون على مصادر غير آمنة لتلبية احتياجاتهم من المياه”، وفقاً للمفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، “جانيز لينارتشيتش”.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن التمويل الجديد “سيسمح للشركاء في المجال الإنساني بالاستجابة لتفشي الكوليرا من خلال الاكتشاف المبكر والعلاج، وتوفير المياه الصالحة للشرب والوقاية من الكوليرا”.
وسيتم منح التمويل لـ”الاتحاد الدولي للصليب الأحمر” ومنظمة “اليونيسف” من أجل دعم توزيع المواد الكيميائية والأقراص الخاصة بتنقية المياه، ومستلزمات النظافة، وأملاح معالجة الجفاف.
وكانت منظمة “منسقوا استجابة سوريا” قد حذّرت من إهمال المنظمات اﻹنسانية للمخيمات في إدلب وريف حلب، في ظل انتشار الوباء ضمن المخيمات الخالية من المرافق الصحية.