قال مراسل “حلب اليوم” في حمص إن دورية أمنية من مرتبات فرع الأمن العسكري 261 التابع للنظام داهمت، ليل أمس الخميس، إحدى الشقق السكنية داخل حي البياضة واعتقلت على إثرها رجل في العقد الخامس من عمره ونجله، بتهمة العودة من مخيم الركبان دون الحصول على موافقة أمنية من قبل الفرع المسؤول عن أمن الحي.
وعلى الرغم من محاولة قاطني الشقة السكنية إقناع رئيس الدورية بعدم اعتقال المدعو جاسم العبدالله والاكتفاء بتوقيف ابنه محمد ذو الثلاثين عاماً، وتعهدهم بمراجعته للفرع في اليوم الثاني نظراً لوضعه الصحي، إلا أن الدورية رفضت الأمر وأصرت على اقتياد الأب وابنه موجوداً.
ونقل مراسلنا عن مصدر محلي قوله إن ذوي الموقوف جاسم العبدالله حملوا الملازم أول “علي المحمد” رئيس مفرزة الأمن العسكري في حي البياضة الذي ترأس بدوره دورية المداهمة، المسؤولية الكاملة عن أي تدهور صحي قد يطاله لا سيما أنهم أطلعوه على مجموعة من التقارير والتحاليل الطبية التي تؤكد إجراءه لعملية “شبكة قلبية” قبل بضعة أيام.
وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته -لأسباب تتعلق بالسلامة- بتجنيد المفارز الأمنية المتواجدة داخل الأحياء السكنية لا سيما “حارات البدو” لعدد من المخبرين، لإبلاغهم بعودة المهجرين والنازحين من مخيم الركبان بعدما ساءت الأحوال المعيشية بداخله بشكل لا يطاق.
ويتجنب العائدون من مخيم الركبان الإعلان عن عودتهم لتفادي مراجعة المفارز الأمنية والخضوع للدراسات التي يجريها عناصر المخابرات، والتي ينتهي بها المطاف باتهامهم بموالاة تنظيم الدولة، أن عودتهم تهدف لتشكيل خلايا نائمة لتنفيذ عمليات تخل بالوضع الأمني ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد.
ووثق مرسلنا في حمص اختفاء عشرات الأشخاص من أهالي ريف حمص الشرقي خلال العام الجاري، والذين قرروا مغادرة “مخيم الركبان” بعد تردي الأوضاع المعيشية والطبية بداخله بشكل غير مسبوق، متجهين إلى أحياء مدينة حمص ليتم اعتقالهم على يد عناصر مخابرات النظام بتهم متعددة.
تجدر الإشارة إلى أن السلطات الأمنية أبلغت الأسبوع الماضي عائلة الشاب “علي الشافي” ابن مدينة تدمر، بضرورة التوجه إلى مستشفى حمص العسكري لاستلام هويته الشخصية، بعدما فارق الحياة داخل معتقل صيدنايا بعد اعتقاله بنحو عام عقب عودته من مخيم الركبان إلى مدينة تدمر، وفقاً لمراسلنا.