تجاوز عدد اﻹصابات بوباء “الكوليرا” في سوريا حاجز العشرة آلاف حالة، وفقاً لما أعلنه الأمين العام لمنظمة الصحة العالمية “تيدروس أدهانوم غيبريسوس”، فيما تحذّر منظمات محلية من عواقب وخيمة قد تطال مخيمات شمال غربي البلاد.
وقال “غيبريسوس” في مؤتمر صحفي أمس الأربعاء، إن عدد الإصابات بالكوليرا تجاوز 10 آلاف حالة في عموم سوريا خلال آخر 6 أسابيع، حيث بدأ المرض بالانتشار في شمال شرقي البلاد بسبب تلوث نهر الفرات، بينما وصل منذ أربعة أسابيع إلى مناطق سيطرة النظام، الذي أعلن عن 29 حالة وفاة حتى اليوم، فيما سجلت اليوم أول حالة وفاة في الشمال السوري وفق مختبر الترصد الوبائي.
كارثة حقيقية تهدّد الشمال السوري
سَجّلت وزارة الصحة بالحكومة المؤقتة، في شمال غربي سوريا، أول حالة إصابة، نهاية الشهر الماضي، فيما قالت منظمة “منسقو استجابة سوريا”، يوم اﻷحد الماضي إنها ترجح تسجيل حالات إضافية ضمن المخيمات المنتشرة شمالي سوريا”.
وحذّرت المنظمة من تحوّلها إلى “بؤرة كبيرة للوباء يصعب السيطرة عليها”، حيث ينتقل المرض عن طريق المياه الملوثة، فيما تفتقر تلك المخيمات ﻷبسط المقومات.
وظهرت خلال الأيام القليلة الماضية عدة إصابات في مخيمات النازحين، وفقاً لما أكده الدكتور محمد سالم، مدير برنامج اللقاح بوحدة تنسيق الدعم “ACU”.
وقال “سالم” لوكالة “اﻷناضول” إنه قد “تم تسجيل 19 إصابة مؤكدة إضافة إلى 152 حالة مشتبه بها في مخيمات شمالي سوريا”، مشيراً إلى “هشاشة البنية التحتية من ناحية المياه الصالحة للشرب، ومن ناحية كمية المياه المخصصة للفرد، ومن ناحية إجراءات الأمن والسلامة للحصول على الماء”.
وأضاف سالم، أن “الصرف الصحي مكشوف ومعظمه يستخدم في ري الخضروات ما سوف يسهم بزيادة الإصابات”، مبيناً أن “عدد المخيمات التي شهدت إصابات بالكوليرا بلغ نحو 30 مخيماً من أصل 1400 مخيم شماليّ سوريا”.
وأكد أن الوضع يثير المخاوف حول ازدياد الإصابات بالكوليرا واتساع مساحة انتشارها”، رغم أن “المنظمات زادت نسبة الكلور بالمياه في المنطقة، فخطورة المرض في المخيمات هي أنها قد توصل للذروة بشكل سريع جداً، ومن الممكن خلال أقل من شهر أن تتضاعف الإصابات بشكل كبير جدًا”.
وكانت اﻷمم المتحدة قد حذرت من انتشار الوباء بسوريا في مؤتمر صحفي خلال الشهر الماضي، مبينةً أن أسبابه الرئيسية مرتبطة بانخفاض منسوب الفرات، وضعف المرافق الصحية.