فوجئ السائقون في العاصمة دمشق وريفها بأن مخصصاتهم من المازوت “المدعوم” في محطات المحروقات قد انخفضت عن الكميات المعتادة، بحجة أنها مرتبطة بالمسافة التي يقطعونها، وذلك بعد دخول قرار تطبيق آلية أجهزة التتبع الـ GPS حيز التنفيذ.
وكانت حكومة النظام قد فرضت على كافة سائقي “السرافيس” تركيب أجهزة التتبع على مدى اﻷشهر الماضية وأجبرتهم على دفع ثمنها، بدعوى مراقبة خط سيرهم ومنعهم من السير على خطوط مخالفة للحد من أزمة السير المستمرة بالعاصمة.
وأكد عدد من السائقين ﻷحد المواقع الموالية للنظام، أن أصحاب السرافيس على خطوط “المزة – مدرسة والمزة – فيلات” وخط “المزة – جبل كراجات”، صُدموا بعد “فتح المخصصات”، أمس الثلاثاء، بالكمية المخصصة لهم “علماً أنهم كانوا يعملون على الخط نفسه”.
وأشاروا إلى أن “بعض السرافيس كانت حصتها ليترين من المازوت فقط، بينما كانت حصة البعض الآخر 7 ليترات، وحصة آخرين 15 ليتراً، ومنهم من حصل فقط على 21 ليتراً”، وقال صاحب أحد “سرافيس” خط “المزة – مدرسة” لموقع “أثر برس” إنه سار على الخط لمسافة 72 كم وتم تخصيص 4 ليترات فقط له، وفي اليوم الثاني سار 150 كم وحصته كانت 11 ليتراً، كما قال سائق آخر إنه “أجرى تسع رحلات على خط المزة فيلات غربية ولم يحصل على مخصصات المازوت الكاملة”.
وتتفاقم أزمة المحروقات بشكل مستمر، بينما تتناقص كمياتها “المدعومة”، وتتوفّر على “البسطات” بأسعار مضاعفة، مع غض النظر من قبل حكومة النظام، حيث يستولي على “تهريبها” ضباط وقادة من الميليشيات.
ورغم مضي أشهر على إعلان نظام اﻷسد عن توقيع اتفاق مع إيران على إطلاق “سلسلة توريد” للمحروقات كان من المفترض أن تشمل ناقلاتٍ للنفط تصل إلى ميناء اللاذقية ويتم تكريرها في مصفاة “بانياس”؛ إلا أن تلك الناقلات متوقفة منذ شهر تموز الماضي، وسط صمت تام من قبل النظام تجاه أسئلة مواليه عن مصير الاتفاق.