أعلنت القوات الروسية عن انسحابها من مدينة “ليمان الشرقية” شمال منطقة “دونيتسك”، مبرّرة ذلك بـ”الفائدة العسكرية”، وذلك يوم أمس السبت، أي بعد أقل من 24 ساعة من إعلان الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ضم المنطقة إلى اﻷراضي الروسية.
وقالت صحيفة “فاينانشال تايمز” إن الرئيس الأوكراني “فولوديمير زيلينسكي”، أعلن اليوم الأحد، أن بلدة “ليمان الشرقية” الرئيسية “خالية تمامًا” من القوات الروسية، وذلك في مقطع فيديو قصير نشره على قناته بتطبيق “تلغرام”.
وكانت القوات الروسية قد احتلّت “ليمان” في أيار واستخدمتها كمركز للوجستيات والنقل لعملياتها في شمال منطقة “دونيتسك”، وفقًا للصحيفة اﻷمريكية التي وصفت استعادتها بأنها “أكبر انتصار لأوكرانيا في ساحة المعركة منذ الهجوم المضاد الخاطف الذي شنته في منطقة خاركيف بالشمال الشرقي الشهر الماضي”.
ووصفت وزارة الدفاع الروسية ما جرى بأنه “انسحاب إلى خطوط أكثر فائدة”، مقرّةً بوجود “خطر الحصار” على جنودها بالمنطقة.
وأعلنت القوات الأوكرانية اليوم عن 29 غارة جوية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، دمّرت خلالها أسلحة وأنظمة صاروخية مضادة للطائرات، فيما شنّت القوات الروسية أيضًا ضربات واسعة.
وهدّد مسؤولون روس من بينهم الرئيس السابق “دميتري ميدفيديف” بالسلاح النووي، فيما قال “بوتين” الأسبوع الماضي إنه لم يكن يبالغ عندما قال إنه مستعد للدفاع عن اﻷراضي التي ضمّها مؤخرًا “بكل الوسائل المتاحة”.
ويقول محللون في “معهد دراسات الحرب”، في “واشنطن”، إن الجيش الروسي في وضعه الحالي يكاد يكون بشكل مؤكد غير قادر على الصمود في معركة نووية رغم أنه يتدرب منذ فترة طويلة على القيام بذلك.
“ليمان” منطقة مفصلية
تُعتبر المدينة المحررة نقطة انطلاق رئيسية في حملة روسيا على منطقة “دونيتسك” الشمالية، وفقًا للصحيفة نفسها، وخسارتها هي “ضربة للرئيس الروسي”، الذي أعلن أن المنطقة هي أرض روسية.
وتعهّد “زيلينسكي” بمزيد من “النجاحات السريعة في منطقة دونباس”، التي تشمل منطقتي “دونيتسك ولوغانسك” الخاضعتين للسيطرة الروسية إلى حد كبير، حيث “زاد عدد الأعلام الأوكرانية التي ترفرف في دونباس، خلال الأسبوع الماضي، وسيكون هناك المزيد منها في غضون أسبوع”.
وتُضيف “فاينانشال تايمز” أن الاستيلاء على المنطقة يعدّ أمرًا حاسمًا للهجوم المضاد لأوكرانيا، الذي انطلق من الغرب إلى الشرق بهدف قطع خطوط الإمداد للروس بين الشمال والجنوب في إقليم “دونباس”.
وما يزال من غير الواضح عدد القوات الروسية التي كانت متمركزة في ليمان أو التي انسحبت مع تطويق الجيش الأوكراني للمدينة، حيث كان طريق الخروج الوحيد شرقًا داخل نطاق المدفعية الأوكرانية في الأيام القليلة الماضية.
وكان يوجد حتى يوم الجمعة ما يقدر بنحو 5500 جندي روسي في “ليمان”، وقال “سيرغي غايداي”، حاكم مقاطعة “لوغانسك” الأوكراني، إنه كان لدى القوات الروسية ثلاثة خيارات “الهروب، أو الموت، أو الاستسلام”.
من جانبها؛ وصفت صحيفة “نيويورك تايمز” انسحاب روسيا من “ليمان” بـ”الخطير” ﻷنه يترك قواتها بشرق أوكرانيا في موقف محفوف بالمخاطر بشكل متزايد، ولفتت إلى أن المعركة في مدينة ليمان هي استمرار للهجوم الأوكراني المضاد في شمال شرق أوكرانيا، وفقًا لترجمة قناة “الحرة” اﻷمريكية.
وكان الهجوم الأوكراني قد أدى لاستعادة آلاف الكيلومترات المربعة من الأراضي، ومنها في منطقة “خاركيف”، وسبّب أيضًا قطع معظم خطوط الإمداد إلى “ليمان”، حيث اعتمدت القوات الروسية على خط سكة حديد بين الشمال والجنوب والذي أصبح الآن في الغالب تحت السيطرة الأوكرانية.
يُذكر أن المدينة المُحررة تقع على الضفة الشمالية الشرقية لنهر “سيفرسكي دونيتس”، ما يعني أن القوات الأوكرانية سيكون لديها موطئ قدم قوي على الجانب الشمالي الشرقي من النهر يمكنهما استخدامه من التقدم إلى أقصى الشرق، وممارسة الضغط على الخطوط الأمامية الروسية.