نفت كلّ من الحكومة التركية ونظام اﻷسد وجود تقدّم ملموس باتجاه تطبيع العلاقات بين الجانبين على المدى المنظور، وسط عقبات رئيسية لم يتمّ تجاوزها حتى اليوم.
وقال كبير مستشاري الرئيس التركي “إلنور شفيق” في مقابلة خاصة مع “سكاي نيوز عربية” إنه لا وجود ﻷي تقارب بين بلاده ونظام اﻷسد، مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود “وقائع يجب أخذها في الاعتبار والتعايش معها”، مضيفاً أنه “على المعارضة السورية وعلى الغرب أيضاً أن يتعاملوا بواقعية مع الوضع على اﻷرض”، و”نحن ندعم اتخاذ تدابير تراعي الواقع”.
وأضاف أن تركيا لاتنسى المجازر والكوارث التي تسبب بها نظام اﻷسد على مدى 11 عاماً، وتريد حلاً لملايين السوريين المهجرين، بسبب ما فعله اﻷسد، حيث أن عليه أن يظهر جدية في إيقاف أعماله العدائية، “ولكن لا أحد يضمن هذا”، وبالتالي “لا يمكن أن نقول: عفى الله عما سلف، وتعود اﻷمور لطبيعتها ببساطة”.
وكان وزير الخارجية التركي “مولود تشاويش أوغلو”، قد قال في تصريح سابق منذ أسابيع: “علينا أن نسعى لعقد اتفاق بين المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلا فلن يكون هناك سلام دائم، يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا”، منوهاً في الوقت نفسه بأن النظام لا يزال يبحث عن الحلول العسكرية فقط.
نظام اﻷسد ينفي حدوث تقارب
أكد وزير خارجية النظام “فيصل المقداد”، أنه ليست هناك محادثات حالياً حول تطبيع العلاقات مع تركيا، نافياً صحة التقارير المتداولة حول ذلك.
وكان الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” قد أكد أنه لا وجود للقاءات مع النظام إلا أنه أشار إلى عقد اجتماعات تجري منذ سنوات بين الاستخبارات في كلي الجانبين، كاشفاً عن وجود مساعي روسية لدفع التطبيع قدماً.
وقال المقداد في تصريحات لوكالة “سبوتنيك” الروسية، نشرتها اليوم السبت، إنه ليست هناك اتصالات أيضاً على على مستوى وزارت الخارجية بين الطرفين، متجاهلاً اﻹشارة إلى اﻷنباء عن اجتماعات اﻷجهزة الاستخباراتية.
واعتبر أن “عدم التزام تركيا هو عقبة تعيق عملية التسوية في سوريا بموجب إطار أستانا”، حيث وصف هذا المسار بأنه هو “الإطار الوحيد القابل للتطبيق لحل النزاع السوري”.
وأتت تصريحات المقداد على هامش مشاركته في اجتماع للحمعية العامة بـ”نيويورك”، يوم الخميس الماضي، لبحث ملف المسائلة ومحاسبة مرتكبي الجرائم في سوريا.
والتقى وزير خارجية اﻷسد بوزيري خارجية روسيا “سيرغي لافروف”، وخارجية الإمارات “عبد الله بن زايد”، في مقر جمعية اﻷمم المتحدة.
ووصف النظام اللقاء مع “بن زايد” بـ”الأخوي والحار”، حيث ناقش الطرفان “تطورات الأوضاع على الساحة العربية، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات”، و”القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين”.