أعلنت القيادة المركزية الأمريكية، اليوم الجمعة، أن مجموعة من عناصر “تنظيم الدولة” حاولوا تنفيذ ما وصفتها بـ “عمليات انتحارية”، في مخيم الهول بريف الحسكة الخاضع لسيطرة “الإدارة الذاتية” التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بواسطة سيارتين مفخختين.
ونقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، الكولونيل “جو بوتشينو”، إن إحدى المركبات انفجرت على بعد 20 كيلومتراً شرقي مخيم الهول، ما نبه قوات “قسد” والقوات الأمريكية القريبة من المخيم.
وأشار “بوتشينو” إلى أن عناصر من قوات “قسد” وصلت إلى مكان الانفجار، ليجدوا عدة عناصر من “تنظيم الدولة”، حيث أقدم أحدهم على تفجير سترة تحمل متفجرات، بينما قُتل الثاني برصاص “قسد”، واعتقال شخص ثالث.
وأوضح “بوتشينو” أن السيارة الثانية كانت محملة بـ 50 كيلوغراماً من المتفجرات، لافتاً إلى أن اشتباكات اندلعت بين عناصر التنظيم وقوات “قسد”، أسفرت عن مقتل 4 من “تنظيم الدولة”.
ويأتي ذلك بعد تصاعد نشاط خلايا “تنظيم الدولة” في مناطق شمال شرقي سوريا، حيث قُتل عنصر من قوات “قسد” يُدعى، “علي موسى العايد”، وأصيب عنصرٍ ثان يُدعى، “خلف مصطفى الخليل”، بهجوم لمسلحين يستقلون دراجات نارية يُعتقد أنهم تابعين للتنظيم، في 18 من الشهر الحالي، في بلدة “جزرة الميلاج” غربي محافظة دير الزور، حسبما نقلت شبكة “نهر ميديا” المحلية.
وقبل الحادثة بأيام، قام مجهولون في الريف الشمالي لدير الزور يُرجح أنهم من خلايا “تنظيم الدولة”، بتعليق ورقة على جدار أحد المنازل في قرية الحويجة تهدد المتعاملين مع قوات “قسد”، وفقاً لشبكة “فرات بوست”.
ودعا المنشور المُلصق أشخاصاً معيّنين إلى ترك عملهم مع “قسد” تحت التهديد بالقتل، حيث ضمّت الورقة أسماءً لمتهمين بالتعامل مع “قسد”، وتوعّدهم التنظيم بالانتقام.
وكانت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق “جينين بلاسخارت” دعت في نيسان الماضي، إلى إيجاد حل شامل وحاسم لمخيم الهول في ريف الحسكة، معللةً ذلك بأن لوضع الحالي في مخيم الهول غير مستقر، وإبقاء الناس في هذا الوضع يشكل تهديداً وخطراً كبيراً.
كما لفتت المسؤولة الأممية إلى وجود 30 ألف عراقي في المخيم، بعضهم لديهم ارتباط بـ “تنظيم الدولة”، وآخرون من ضحاياه، موضحةً أن 3 من كل 5 في مخيم الهول هم أقل من 17 عاماً، والكثير منهم محرومون من أبسط الحقوق، على رأسها التعليم.
يذكر أن مخيم الهول يؤوي ما يقارب من 62 ألف شخص، نصفهم عراقيون، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي “تنظيم الدولة” الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص وقيد حراسة مشددة.