زوّدت منظمة الصحة العالمية نظام اﻷسد بطائرة محمّلة بالإمدادات الطبية الخاصة لمقاومة وباء “الكوليرا”، بما في ذلك مخصّصات شمال البلاد، بشقّيه الغربي والشرقي، بعد أيام من تحذيرٍ أطلقته بشأن خطر تفشي المرض بسوريا.
ونقلت وكالة “أسوشيتيد برس” عن “أحمد المنظري”، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية، الذي زار دمشق أمس والتقى ببشار اﻷسد، قوله إن سلطات النظام الصحية تنسق مع المنظمة الدولية لاحتواء تفشي المرض.
واعتبر أنه “تهديد لسوريا والمنطقة والدول المجاورة والعالم بأسره”، حيث تشهد البلاد إصابات متزايدة وسط انهيار في القطاع الصحي.
وذكرت الوكالة أن طائرة تحمل نحو 30 طناً من المواد الطبية، هبطت في العاصمة دمشق أمس، بالتزامن مع زيارة “المنظري” وستتبعها طائرة أخرى.
وسُجّلت أمس أول حالة “كوليرا” في ريف “جرابلس” شمال غربي البلاد، في حين بلغ عدد اﻹصابات في عموم سوريا نحو 200 حالة حتى اليوم.
وقال تقرير لمنظمة الصحة منذ أيام إن خمس وفيات على الأقل وقعت في سوريا جراء مرض “الكوليرا” في محافظات مختلفة، مرجحةً أن تفشي المرض مرتبط بشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي انحسر لمستوى قياسيّ.
كما لفتت المنظمة إلى استخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء، داعيةً إلى تعزيز المراقبة للتعرف على الحالات وإعطاء المرضى العلاج المناسب وتتبع المصابين والمخالطين.
وكانت اﻹصابات قد تركّزت في محافظات حلب شمالي البلاد، واللاذقية على الساحل غربيّها، وفي دير الزور شرقاً على طول الحدود مع العراق.
وأضاف “المنظري” أن “الإمدادات ستوزع بالتساوي حسب الاحتياجات بما في ذلك في المناطق الواقعة في الشمال الغربي، والشمال الشرقي” الواقع تحت سيطرة “قسد”.
وتدخل المساعدات الدولية المخصّصة لمحافظة إدلب وريف حلب عن طريق نظام اﻷسد بشكلٍ متزايد، في مسعى من روسيا ﻹغلاق معبر “باب الهوى”.
ولفت إلى أن 55%من مرافق الرعاية الصحية لا تعمل في سوريا ونحو 30٪ من المستشفيات “لا تعمل أحياناً”، بسبب “نقص الكهرباء”، مما يدفعها لاستخدام المولدات، وهو “أمر غير مستدام”.
وأضاف أن العديد من العاملين الصحيين السوريين غادروا البلاد على مر السنين، مما أدى إلى نقص الكوادر العاملة في إدارة الخدمات المختلفة، ومضى بالقول: “الوضع الصحي في سوريا صعب للغاية حقاً”.
وكان فريق “منسقو استجابة سوريا” حذّرت من إهمال مخيمات شمال غربي البلاد، موضحة أن نحو 70% منها بلا أنظمة تصريف، فضلاً عن اﻷوضاع العامة المتردّية.