حذّر عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني الكردي في سوريا” ENKS، فادي مرعي، من إمكانية عودة نظام اﻷسد إلى شرقي الفرات، بالاتفاق مع تركيا وروسيا، مشيراً إلى أن اﻷوضاع تتجه نحو مستقبل مجهول.
وقال مرعي لموقع “باسنيوز” إن ما أسماها “منطقة الجزء الكوردستاني الملحق بسوريا”، أي منطقة شرق الفرات، “تلعب دوراً بالغ الأهمية على المستوى الجيوسياسي في الملف السوري؛ حيث تكتسب أهميتها من مساحتها الجغرافية الواسعة وغناها بالثروات الباطنية من النفط والغاز، والزراعية، إضافة إلى موقعها الجغرافي المحاذي للحدود التركية شمالًا والعراقية شرقاً من ناحية، والمشرف على الطريق البري الإيراني الواصل إلى لبنان عبر العراق وسوريا من ناحية أخرى”.
وأضاف أن تلك الأهمية “جعلت المنطقة نقطة تتشابك فيها مصالح الفاعلين الدوليين والإقليميين في الملف السوري، فالأوضاع في غربي كوردستان تتجه نحو مستقبل مجهول بسبب سياسة PYD الاستفرادية وعدم قبول الآخر، لكنّ الشعب الكردي لم يشعر بالأمن والأمان في مناطق الفصائل المسلحة وكذلك مناطق PYD وأيضا سابقاً مناطق النظام”.
وأشار مرعي إلى أن “العلاقات التركية الأمنية مع النظام لم تتوقف حتى يومنا هذا فهي مستمرة، ولكن لعدم حصول تركيا على ضوء أخضر من أمريكا وروسيا وخاصة في قمة سوتشي وكذلك الرفض الأمريكي لحدوث أي تغيير آخر على الأرض في المناطق أجبرت تركيا على الدخول في مفاوضات مع النظام”.
وحول إمكانية عودة النظام إلى مناطق سيطرة “قسد”، قال مرعي، إنه “كان موجوداً في أغلب المناطق الكردية وكانت أغلب خيرات تلك المناطق تذهب إليه من نفط وغاز واتصالات وغيرها، ومن غير المستبعد أن يعود النظام بشكل علني، لأن روسيا تحاول بشتى الوسائل توسيع مناطق نفوذه”.
وبحسب “مرعي” فإن روسيا “تخيّر قوات سوريا الديمقراطية ( قسد) ما بين دخول الفصائل التابعة لتركيا وما بين عودة النظام والذي سيكون الأخطر على تلك المناطق، لأن هذا النظام لا يفهم سوى لغة السلاح، ولنا تجربة مريرة معه حيث طبق مشاريع شوفينية عنصرية بحق الشعب الكردي”.
وحمّل عضو المجلس الكرديّ المسؤوليةَ في وصول الوضع الحالي إلى ما هو عليه لـ”قسد” بسبب “ممارساتها من اعتقال وخطف وحرق المكاتب والتجنيد الإجباري، فإن هذه الممارسات، أي طرف كان مصدرها فهو لا يريد الخير والأمان والاستقرار للمناطق الكردية”.