أعلنت صحيفة “الوطن” الموالية لنظام اﻷسد عن اقتراب المباحثات الجارية مع قسد برعاية روسية، من التوصل إلى تفاهم بشأن “خطة دفاعية مشتركة” ضد العملية التركية شمال حلب، تتضمّن نشر قوات للنظام على خطوط التماس مع الجيش الوطني السوري والقوات التركية إضافة للحدود الشمالية للبلاد، وضمن منبج وتل رفعت في ريف حلب.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا قسد، في عدة مرات سابقة، إلى الاندماج مع قوات النظام، حتى تتجنّب المواجهة مع الجيش التركي، وهو العرض الذي رفضته قوات سوريا الديمقراطية إبان عمليتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون”، فيما جدّدت موسكو عرضها منذ أسابيع مع إعلان تركيا عن قرب انطلاق هجوم جديد.
وقال المتحدث باسم “وحدات حماية الشعب” التي تشكّل عماد “قوات سوريا الديمقراطية”، نوري محمود، في تصريح لوكالة “سبوتنيك” الروسية، يوم اﻹثنين الماضي، إنهم يبحثون مع النظام إمكانية التوصل إلى “خطة دفاع مشتركة” ضد القوات التركية، متحدثا عن “تطور إيجابي في هذا المجال”.
وقالت صحيفة “الوطن” في تقرير نشرته اليوم الخميس، نقلا عن “مصادر متابعة للمباحثات”، إن “التوصل لنتائج تحقق الغاية من المحادثات منوط بتقديم الميليشيات (قسد) تنازلات ميدانية وإدارية للحكومة السورية في المناطق التي تهيمن عليها والمهددة بالغزو”.
وأضافت أن المباحثات تهدف إلى “درء العدوان الذي هدد بشنه أردوغان لاقتطاع أراضٍ سورية” على حدّ وصفها.
وكانت جريدة “الشرق اﻷوسط” قد نقلت عن “مصادر كردية”، الشهر الماضي، أن اجتماع القائد العام لقوات “قسد” مظلوم عبدي، بقائد القوات الروسية في سوريا الجنرال ألكسندر تشايكو، في 10 يونيو/ حزيران الماضي، بحث العرض الروسي بإدماج “قسد” في قوات النظام مقابل نشر المزيد منها على طول الشريط الحدودي السوري – التركي.
روسيا تضع ثقلها ﻹنجاح الاتفاق
أشارت المصادر إلى أن وضع “خطة دفاعية” يقتضي تشكيل “غرفة عمليات” عسكرية مشتركة بين الجانبين، يتولى النظام إدارتها وتوجيهها، “على اعتبار أنه ينتشر على طول خطوط تماس الجبهات المنتخبة للتصعيد عبرها، وفي المناطق الحدودية مع تركيا”.
وتحدّثت المصادر عن قرب التوصل لاتفاق بتشكيل “غرفة العمليات” برعاية روسية، استباقاً للهجوم التركي باتجاه تل رفعت ومنبج وهما “منطقتا نفوذ روسيتان غرب الفرات”.
وأكدت الصحيفة أن موسكو “تضع كل ثقلها لإنجاح المفاوضات بين دمشق وقسد ومن خلفها غطاؤها السياسي مجلس سورية الديمقراطية- مسد والمدني المسمى الإدارة الذاتية”.
واعتبرت المصادر أن القيادة الروسية “لم تعد تشك بانقلاب أردوغان على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعلى اتفاقيات وقف إطلاق النار الموقعة بين البلدين بخصوص سوريا، وذلك بعد موافقته على انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” أخيراً خلال قمة الأخير في العاصمة الإسبانية مدريد”.
ما مصير حقول النفط والغاز؟
ادعت مصادر الصحيفة أن النظام “أبدى حكمة” بـ”تأجيل النقاش” حول الثروات النفطية والغازية والزراعية والمائية، على اعتبار أن “الأولوية تقتضي الدفاع عن الأراضي السورية من دون أن تنكث الميليشيات بوعودها، حتى لا يتكرر سيناريو ومأساة عفرين” على حد تعبير الصحيفة.
وتسيطر القوات اﻷمريكية على أهم حقول النفط شمال شرقي سوريا، بشكل مشترك مع قسد، منذ بداية التدخل اﻷمريكي في 2014.
ورأت المصادر أن قبول قسد بنشر أعداد كبيرة من قوات النظام أخيرا في الجبهات المنتخبة للتصعيد، بمثابة “بادرة حسن نية منها”، على أن يتبع ذلك قرارات عسكرية وإدارية ممكن أن تسمح بانتشاره بعمق 30 كيلو مترا على طول الشريط الحدودي مع تركيا لتنفيذ “اتفاق أضنة” ولسحب أي ذريعة لاحتلال الأراضي السورية.
داعمو قسد تخلّوا عنها
وقالت مصادر “الوطن” أن لدى قياديي قسد قناعة بأن دول حلف “الناتو” منحت أردوغان ضوءا أخضر لتنفيذ العملية، مما دفع روسيا إلى التحرّك السريع للتدخل كوسيط بين النظام وقسد التي “أدركت خطورة وجدية واقتراب أجل الغزو التركي لمناطق نفوذها”.
وتوقعت المصادر نشر المزيد من جنود وضباط قوات النظام في مناطق سيطرة قسد، خصوصا في منبج وتل رفعت، بعد عيد الأضحى.
وكان صالح مسلم محمد الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي السابق، قد قال منذ أيام إن حلفاء قسد من الولايات المتحدة والتحالف الدولي وروسيا، قد “طعنوها في الظهر”، وأن عليها أن تقاتل وحيدة ضد الهجوم التركي
يذكر أن المتحدث باسم “سوريا الديمقراطية”، آرام حنا، أعلن أمس أن نظام اﻷسد وافق على إرسال السلاح النوعي والمدفعية إلى جانب الدبابات والمدرعات على الامتداد الغربي لمناطق سيطرة قسد في محور عين عيسى وكوباني (عين العرب) بريفي الرقة وحلب، بهدف “دعم الموقف الدفاعي لقسد، في مواجهة الجيش التركي والفصائل المدعومة منه، ومنعهم من السيطرة على أراضٍ جديدة”، مضيفا بالقول: “لم تلعب القوى الدولية عموما الدور الإيجابي”.