كشفت مصادر إعلامية عن تحضيرات تجري حاليا ﻹنشاء “منطقة آمنة”، في محافظة درعا جنوبي سوريا، بدعم وتسليح خليجي – أردني، ﻹبعاد خطر حزب الله والميليشيات اﻹيرانية عن الدول العربية.
وكان الملك اﻷردني قد اشتكى في تصريح له الشهر الماضي من “تزايد عمليات تهريب السلاح والمخدرات من قبل الميليشيات الشيعية في سوريا” بالتزامن مع “تراجع الدور الروسي”، حيث تقوم تلك الميليشيات بتهريب الممنوعات إلى دول الخليج العربي عبر البوابة اﻷردنية.
وقال نقيب المحامين الأحرار في درعا، لصحيفة “القدس العربي”، في تقرير نشرته اليوم اﻷربعاء، إن قادة “فصائل معارضة” من درعا والقنيطرة اجتمعوا في الإمارات مع ممثل عن “حزب اللواء السوري” العامل في السويداء، لبحث إنشاء المنطقة على امتداد الحدود السورية – الأردنية بعمق يصل إلى 35 كيلومترا.
ونقل “القرفان” عن “مصدر عسكري حضر الاجتماع ورفض الكشف عن هويته” أن المشروع بات مطروحا على طاولة “الناتو الإقليمي” أو “الناتو العربي” الذي يضم الأردن ومصر والسعودية والإمارات “بمباركة أمريكية – إسرائيلية”.
ووفقا للمصدر فقد حضر الاجتماع (لم يحدّد تاريخه) عشرة أشخاص من قادة فصائل درعا على رأسهم أحمد العودة والقيادي كنان العيد إضافة إلى رئيس المجلس العسكري السابق في القنيطرة أبو أسامة الجولاني، المعروف بعلاقته الوثيقة بالأردن والإمارات، إضافة إلى رئيس حزب اللواء السوري العامل في السويداء، مالك أبو الخير والمقيم في فرنسا.
ولفت إلى أن معظم القياديين ممن حضروا الاجتماع يقيمون في الأردن، وحول هوية القوات العاملة في المنطقة المرتقبة، قال المصدر إنها ستخضع لفصائل المنطقة، لكن إدارة معبر نصيب سوف تبقى تحت سيطرة النظام، وبإدارة عناصره، على أن تخصص لهم حماية من قبل الفصائل، وفي مقابل أن يخصص جزء من عائدات المعبر للمجموعات المسلحة العاملة في المنطقة، وذلك تطبيقا للخطة الروسية المقترحة منذ عام 2017.
وستمتد المنطقة على طول الحدود الأردنية وتشمل مدينة درعا، حيث ستكون حدودها من القنيطرة غربا، إلى مدينة نوى وإبطع وداعل باتجاه طفس ومزيريب واليادودة ومدينة درعا والنعيمة والجيزة وبصرى، وذلك بعمق 35 كم.
وتهدف تلك الخطوة إلى تحييد الوجود الإيراني قرب اﻷردن الذي يشتكي من تصاعد تهريب المخدرات، حيث زاد الخطر اﻹيراني مع انشغال روسيا في حربها في أوكرانيا، وفقا لما ذكره المصدر.
وحول سلاح القوات التي ستتولى إدارة وحماية المنطقة ومرتبات عناصرها؛ قال المصدر إن الاجتماع طرح مشروع “تقديم دعم لقادة الفصائل المعنية، من أجل إعادة تحرير المنطقة التي تشمل أجزاء من درعا والقنيطرة والسويداء، على تكون إدارة ذاتية يشرف عليها ويديرها أبناء المنطقة بالتنسيق مع الأردن ودول الخليج العربي مع تقديم دعم مادي من قبلهم، وذلك برعاية إسرائيلية” على حدّ وصفه.
ولفت المصدر العسكري إلى إمكانية تزويد قيادة هذه القوات بعدد محدود من الأسلحة النوعية، لمساعدتها في السيطرة على المنطقة.
الجدير بالذكر أن كنان العيد وهو أحد المشاركين في الاجتماع تعرّض للاغتيال منذ يومين، بإطلاق الرصاص عليه من قبل مجهولين على باب منزله بمدينة جاسم، وذلك بعد عودته من الإمارات إلى درعا.