أعلنت الحكومة التركية على لسان وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو، اليوم الخميس، إصرارها على إبعاد خطر قسد عن الحدود الجنوبية للبلاد، بمعزل عن مواقف الدول اﻷخرى، فيما ينعقد مجلس اﻷمن القومي التركي، لدراسة ملفات عديدة أبرزها منبج وتل رفعت.
يأتي ذلك بعد يوم واحد من اختتام أعمال القمة الثلاثية التي جرت في طهران، وشارك فيها الرئيس التركي مع نظيريه الروسي واﻹيراني للبحثَ في قضية تل رفعت وريف حلب، حيث أكّدت الدولتان اعتراضهما على أي عمل عسكري تركي في سوريا، فيما أعلنت دول غربية أيضا معارضتها للتحرّك التركي.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي، صباح اليوم الخميس، إن بلاده لا يمكنها أن تبقى مكتوفة الأيدي في سوريا، مضيفا أنها “لم تأخذ الإذن من أحد لتنفيذ عملياتها هناك حتى اليوم”، ولن تفعل ذلك أيضا في المستقبل.
وشدّد على أهمية “تطهير العراق وسوريا من المنظمات الإرهابية”، فيما خصّ حزب العمال الكردستاني PKK بالذكر، منوها بأن أنقرة “مستعدة للتعاون في هذا الشأن”.
واتهم الوزير التركي حزب العمال بالوقوف وراء المجزرة التي وقعت في شمال العراق، جراء قصف استهدف المدنيين، نافيا أن تكون قوات بلاده مسؤولة عنه.
من جانبه أكد أردوغان مجددا أن “الحرب ضد المنظمات الإرهابية ستستمر دائماً بغض النظر عن المكان والجهات التي تدعمها”، وأن جيش بلاده مصمم على “اجتثاث بؤر الشر التي تستهدف أمنها القومي في سوريا”.
ويتزامن تصريح الرئيس التركي مع اجتماع مجلس الأمن القومي، برئاسته، في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة.
ووفقا لوكالة اﻷناضول؛ فإنه من المقرر أن يناقش الاجتماع خطة ممر الحبوب اﻷوكرانية في البحر الأسود، إضافة إلى توسيع المناطق الآمنة في شمال سوريا، ومناقشة الاستعدادات للعملية الجديدة عبر الحدود.
كما سيناقش المجلس الوضع في شمال العراق وعملية “قفل المخلب” الجارية ضد حزب العمال الكردستاني.
رفض غربي للعملية التركية
أعربت كلّ من ألمانيا والولايات المتحدة، في بيانين منفصلين، أمس اﻷربعاء، عن معارضتهما للهجوم المرتقب ضدّ قسد، في ريف حلب، بدعوى تأثيره السلبي على جهود محاربة “داعش”.
وقال “نيد برايس” المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إن واشنطن قلقة من التصريحات التركية حول إطلاق عملية جديدة في الشمال السوري، داعيا إلى “احترام البيان المشترك الصادر عام 2019″، والذي يؤكد على وقف العمليات الهجومية في شمال شرقي سوريا.
وأتى ذلك البيان بعد ساعات من دعوة الرئيس التركي القوات الأمريكية إلى الانسحاب من مناطق شمال شرق سوريا، معتبرا أن انسحابهم سيسهّل مهمة “مكافحة الإرهاب”.
وأعرب “برايس” عن إدانة الولايات المتحدة ﻷي تغيير في خط وقف إطلاق النار بسوريا، ولأي تصعيد عسكري، مؤكدا رغبة بلاده في مواصلة العمل مع تركيا “للقضاء على تنظيم الدولة”، مشيرا إلى أن قوات “قسد” تشكل جزءا مهما من التحالف الدولي.
من جانبه قال متحدث باسم الخارجية الألمانية إن “مثل هذا التصرف لن يؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل بالنسبة للناس هناك فحسب، بل إنه سيؤدي أيضا إلى استعادة تنظيم الدولة الإرهابي لقوته”.
ونقل موقع التلفزيون اﻷلماني DW عن المتحدث دعوته ﻷنقرة إلى تجنب حدوث أي فراغ أمني بالشمال السوري، قد يستفيد منه تنظيم الدولة.