يلتقي رؤساء تركيا وإيران وروسيا، للمرة اﻷولى بشكل مباشر منذ عامين، يوم الثلاثاء المقبل، في طهران، لمناقشة ملفات عديدة على رأسها الملف السوري؛ وفقا لمصادر رسميّة روسية.
وكان آخر لقاء جرى بين الزعماء الثلاثة، في يوليو 2020، عبر خدمة الفديو كومفرانس، عقب أشهر من توقيع اتفاق 5 مارس الذي أوقف الهجوم الروسي – اﻹيراني على إدلب.
وذكرت صحيفة “صباح” التركية أنه كان من المقرر أن يجتمع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بنظيره الإيراني، إبراهيم رئيسي فقط، ولكن أُعلنت إضافة فلاديمير بوتين لاحقا، من خلال بيان نشره “الكرملين”، حيث أعلن أنه ستتم مناقشة الملف السوري، وقضايا أخرى.
وحول الملفات التي يحملها أردوغان إلى طهران، قالت الصحيفة إنها تشمل “العملية العسكرية الأكثر أهمية بين تركيا وإيران وروسيا” في شمال سوريا، إضافة لقضايا وملفات ثنائية بين أنقرة وطهران.
ومن المتوقع، حسب الصحيفة، توقيع مذكرات تفاهم لتطوير وتسريع العلاقات بين البلدين، خصوصا الممر التجاري بين تركيا وإيران والإمارات، وملف “الإرهاب والإتجار بالبشر”.
وربطت الصحيفة بين اللقاء وبين سلسلة التحركات التي أقدمت عليها طهران تجاه نظام الأسد، حيث زار وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان دمشق والتقى ببشار الأسد، في وقت سابق، بينما أجرى إبراهيم رئيسي اتصالا هاتفيا معه لبحث العملية التي تهدد تركيا بشنّها.
تركيا تريد عزل نفسها عن الخلافات بين إيران وإسرائيل
أكّد مهند حافظ أوغلو، وهو أكاديمي وباحث سياسي، أن الرئيس التركي ذاهب إلى طهران “ليس من أجل العملية العسكرية فحسب، فتركيا ليست بحاجة إلى إذن إيران أو روسيا أو أميركا” على حدّ وصفه.
وأضاف في تعليق لموقع “الحرة” أن “السبب الأبرز في عدم بدء العملية العسكرية حتى الآن هو الوصول مع تلك العواصم حتى آخر الطريق دبلوماسيا، لأنها طلبت من أنقرة فتح المجال لتنفيذ ما اتفقوا عليه معها عام 2019″، بشأن إبعاد قسد إلى عمق 30 كيلومترا، عن الحدود الجنوبية لتركيا.
ورآى أوغلو أن أنقرة تسير في هذا الاتجاه، و”لكن إذا ما رأى صانع القرار التركي أن إعلان ساعة الصفر قد حانت فإنها ستبدأ”.
أما زيارة أردوغان إلى طهران فهي مرتبطة – وفقا للباحث التركي – بملف الهجرة غير الشرعية إلى تركيا “التي تتعمد طهران انتهاجها”، إضافة إلى استهداف الدبلوماسيين اﻹسرائيليين في تركيا.
وأشار حافظ أوغلو إلى أن الرئيس التركي يريد “إفهام طهران أنه لا يمكن لتركيا أن تتحول إلى مكان تصفية حسابات بينها وبين تل أبيب”.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد التقى بنظيره التركي في أنقرة مطلع الشهر الجاري، وأعلن أن طهران “تتفهم مخاوف تركيا اﻷمنية”.