دخلت قافلة محمّلة بالمساعدات اﻹنسانية المقدّمة من الأمم المتحدة، اليوم الأحد، إلى محافظة إدلب شمال غربي سوريا، تضمّ 14 شاحنة، قادمةً من مناطق سيطرة نظام اﻷسد.
وتُعد هذه القافلة هي الثانية من نوعها خلال أقلّ من شهر، وهي أيضاً الخامسة التي تصل “عبر خطوط التماس” منذ العام الماضي، وذلك في ظل اﻹصرار الروسي على إيصال المساعدات من مناطق سيطرة نظام اﻷسد.
وعبرت القافلة معبر “الترنبة – سراقب” شرقي إدلب قادمةً من حلب في شمال البلاد، حيث تولّت “هيئة تحرير الشام” مرافقتها إلى حين وصولها للمستودعات المخصصة.
وكانت أول قافلة أممية دخلت إلى محافظة إدلب عبر خطوط الجبهات مع نظام اﻷسد، في آب من عام 2021، حيث دخلت عبر معبر “ميزناز” غربي حلب، ثمّ تلتها قوافل أخرى من معبر “سراقب”.
التوقيت والدلالات
زادت وتيرة إدخال القوافل من مناطق سيطرة النظام مؤخراً، وكانت القافلة الرابعة قد عبرت من نفس المكان منتصف الشهر الماضي، حيث يجري تكثيف عمليات اﻹدخال مع قرب موعد التصويت على تمديد آلية عمل معبر “باب الهوى” للمساعدات على الحدود مع تركيا.
وتؤكّد موسكو أنها لن تتراجع هذه المرة عن استخدام الفيتو ضد التمديد، على اعتبار أن المساعدات تدخل من أراضي سيطرة “الحكومة الشرعية” دون مشاكل.
ويعتبر الروس أن هذا اﻹحراء هو تطبيق لقرار مجلس الأمن 2585 الذي يدعو إلى تقديم المساعدات الإنسانية عبر الخطوط وليس فقط عبر الحدود.
وفيما تتحدّث الولايات المتحدة والدول الغربية عن تكثيف المحادثات والمباحثات مع الروس، إلا أن دخول المساعدات عبر “سراقب” بدلاً من “باب الهوى” بات أمراً واقعياً، حتى قبل انعقاد جلسة مجلس اﻷمن المقررة لبحث الموضوع في العاشر من شهر تموز المقبل.
نداء من “منسقو استجابة سوريا” إلى المجتمع الدولي
انتقد فريق “منسقو استجابة سوريا” دخول القافلة، منوّهاً إلى أن تلك الخطوة “تأتي قبل أربعة أسابيع فقط من تجديد القرار الأممي أو التصويت على القرار الجديد لإدخال المساعدات الإنسانية”.
وأشار إلى “إصرار دولي على إرضاء الجانب الروسي للتحكم بالملف الإنساني السوري بحجة المخاوف من توقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وهو ما يناقض تصريحات المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي في إحدى المقابلات عن وجود خطط بديلة”.
وأكد الفريق أن ما جرى “يظهر عدم قدرة المجتمع الدولي على إدارة الملف الإنساني بشكلٍ جدي”، فالمساعدات التي دخلت اليوم و”التي يدعي المجتمع الدولي أنها تطبيق للقرارات الأممية لن تستطيع المساهمة ولو بنسبة 0.5% من الاحتياجات الإنسانية”.
وأشارت إلى وجود “تلاعب كبير من قبل روسيا ونظام اﻷسد في الملف الإنساني، حيث لم تدخل أية قافلة عبر خطوط التماس منذ أكثر من شهر، وهو أمر لا يمكن انتظاره لتحقيق احتياجات المدنيين في المنطقة”.
ودعت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية بشكلٍ جدي تجاه الملف السوري، وقطع الطريق أمام كافة المحاولات الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الحدود.
يذكر أن برنامج الأغذية العالمي WFP يقدم اإغاثة لأكثر من 3.6 مليون مدني من أصل 4.3 مليون نسمة يعيشون في المنطقة.