أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، عن دخول المواجهات مع إيران في مرحلة جديدة، تعتمد على الاستهداف المباشر لها، بدلاً من ضرب “الوكلاء”، في إشارة إلى حزب الله وحركة “حماس”، وذلك ضمن تعليقه على قرار يدين المساعي النووية ﻹيران.
وقال بينيت في تصريح، لمجلة الإيكونوميست، اليوم السبت: إن هناك “معادلة جديدة ستطبقها إسرائيل في المنطقة، لاستهداف إيران بشكل مباشر، حيث أن تل أبيب باتت تعتمد ضرب المنبع بدلاً من اﻷطراف”.
وأوضح أن إسرائيل “تطبق عقيدة الأخطبوط مستهدفة إيران بشكل مباشر، ولم تعُد تلعب مع المخالب، واﻷذرع؛ وكلاء إيران”، مشيراً إلى نهاية “حرب الظل” التي تخوضها إسرائيل ضد إيران منذ نحو 4 عقود، وبداية تطبيق “معادلة جديدة من خلال استهداف القلب”.
وأشار رئيس الوزراء اﻹسرائيلي إلى أن وكيلي إيران اﻷساسيّين في المنطقة هما ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، وحركة “حماس” الفلسطينية في قطاع غزة، منوهاً بأنهما “لم يطلقا صواريخ على إسرائيل في العام الماضي”، ومعرباً عن أمله بأن الهجمات الإسرائيلية سوف تدفع إيران إلى قبول نسخة أكثر صرامة من الاتفاق النووي.
اعتبر بينيت أن “الاقتصاد الإيراني في حاجة ماسة إلى رفع العقوبات المفروضة على طهران، لدرجة أن اعتماد واشنطن نهجاً حازماً قد يمكنها من إبرام اتفاق يجمد تطوير إيران برنامجها النووي إلى موعد غير محدد، فإسرائيل تسعى إلى إنفاق مبالغ أكبر من إيران، على برامجها للأسلحة، والتفوّق عليها تكنولوجياً، على أمل إفلاسها”.
وتعترض تل أبيب على بنود الاتفاق الذي أبرمته طهران مع دول مجموعة 5+1 في عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب عام 2018، وتطالب إسرائيل حتى اﻵن باتفاق أكثر تقييداً لطموحات طهران.
تراجع جديد في المحادثات النووية مع الغرب
وتأتي تصريحات بينيت كتعليق على قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية؛ الذي وافق مؤخراً بأغلبية كبيرة على قرار يدين إيران، بسبب فشلها في تفسير وجود آثار لليورانيوم في ثلاثة مواقع لم يعلن عنها.
ودفعت إسرائيل بجهودها الدبلوماسية باتجاه اتخاذ القرار، فيما تواصل ضغوطها على العواصم الغربية، لعدم إبرام اتفاق تراه متساهلاً مع إيران، وتطالب بتشديد البنود ﻷقصى درجة.
ويضم المجلس 35 دولة، منها روسيا والصين اللتان عارضتا نص القرار، بينما صوتت 30 دولة بالموافقة على اﻹدانة، وامتنعت الهند وباكستان وليبيا عن التصويت.
واعتبر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أن هذا القرار “يزيد من مخاطر الانتشار النووي”، كما انتقد “المتبنين للقرار المعادي لإيران في مجلس الحكام بالوكالة الدولية للطاقة الذرية” وحمّلهم المسؤولية عن “كل تداعيات تهديداتهم”.
من جانبه قال بينيت إن قرار المجلس “يكشف الوجه الحقيقي لإيران” مشيراً إلى “عدم تقديمها ما يفسر وجود آثار لليورانيوم في المواقع التي لم يعلن عنها”.
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي قد انتقد القرار متحدثاً عن “فشل سياسة الضغوط القصوى أمام ايران، وانتصار الشعب الإيراني”، مدعياً أن “المقاومة والصمود تجبر العدو على التراجع”.