استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي عدة مواقع عسكرية على الساحل السوري غربي البلاد، مساء أمس الجمعة، بالتزامن مع انتهاكات قامت بها قواته البرية في ريف محافظة القنيطرة جنوبا.
وشملت الغارات كلا من اللواء 107 وقرية بزاما في ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وأدى القصف على القرية لمقتل رجل من المدنيين، وسقوط عدة جرحى، كما شملت منطقة رأس شمرا شمالها، وثكنة البلاطة بالقرب من مساكن الإسمنت على أطراف مدينة طرطوس.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن طائرات الاحتلال “أغارت على مستودعات أسلحة في اللاذقية احتوت على صواريخ أرض – بحر شكلت تهديدا على حرية الملاحة البحرية الدولية والإسرائيلية، واستهدفت مستودعات لصواريخ أرض جو أيضا”، معتبرا أن “الجيش الإسرائيلي يواصل العمل لإزالة أي تهديد على إسرائيل ومواطنيها”.
وحول قراءته لتلك الغارات، قال الكاتب والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، لحلب اليوم، إن “العودة للقصف تعني أن هناك تعثرا جديا بالمفاوضات الجارية برعاية تركية، وتمنعا سوريا عن تلبية الطلبات الإسرائيلية”، حيث أن “انقطاع القصف الذي كان يجري على الجغرافيا السورية كان بسبب التدخلات الدولية والمفاوضات الإسرائلية السورية برعاية تركية”.
وأضاف أن الاحتلال “يحاول أن يمارس المفاوضات بالطريقة العسكرية؛ أي بالقصف”، لفرض شروطه على سوريا.
وذكر موقع “صوت العاصمة” أن دورية إسرائيلية توغلت أمس باتجاه سد الرويحينة في ريف القنيطرة واعتدت على مدنيين كانوا في محيط السد بغرض التنزه، كما تعمدت دهس الأغراض الشخصية للمدنيين وطردتهم من المكان، فيما تجمهر الأهالي بالقرب من الجيش الإسرائيلي ورشقوا الدورية بالحجارة وحرقوا العلم الإسرائيلي، لتنسحب الدورية بعد قرابة نصف ساعة من التوغل.
في هذه الأثناء نقلت قناة “العربية”، عن “مصدر أمني إسرائيلي” تأكيده “عدم وجود نية لدى حكومة نتنياهو للتدخل في شؤون سوريا الداخلية”، مشيراً إلى أنها “تراقب الحدود السورية مع لبنان والعراق، ولا تريد دعم أي جهة ضد أخرى في سوريا والتدخل للقتال إلى جانبها”.
وتحدثت تقارير سابقة عن خلافات عدة بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول عدة ملفات من ضمنها سوريا، ويضع بعض المراقبين تلك الغارات في هذا السياق، وقد أتت عقب افتتاح منزل للمبعوث الأمريكي الخاص بسوريا في دمشق ولقاءه بالشرع، وتأكيده دعم واشنطن للتوجه الجديد لسوريا.
وحول ذلك قال سعدو، إن “هناك خلافات بين إسرائيل وأميركا حول سوريا بالتأكيد، لكنها لاترقى أبدا إلى مرحلة الخلاف الكبير لأن واشنطن أيضا مازالت تشجع وتدفع سوريا إلى الاستمرار في المفاوضات وحل المشاكل بين الطرفين بل يريد ترامب الوصول إلى اتفاق سلام كما يسميه/ إبراهيمي”.
ولم يستبعد الكاتب السوري الوصول إلى تفاهم “قد يكون تحديثا لاتفاق فض الاشتباك للعام ١٩٧٤ أو اتفاقا جديدا ينهي مسألة التعديات على الأراضي السورية وربما ينهي التعدي على المنطقة العازلة التي دخلتها إسرائيل بعد ٨ كانون الأول الفائت”.
وتعمل الدبلوماسية السورية على تحقيق التوازن في العلاقات مع كافة الدول، وقد أكد ذلك الرئيس أحمد الشرع، ووزير الخارجية أسعد الشيباني، حيث شددا على أن دمشق لن تضع نفسها في أي محور، وتريد تحقيق نهضة اقتصادية، فيما اكتسبت زخما واسعا على الصعيدين العربي والدولي.
يذكر أن المبعوث اﻷممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، رفض تلك الغارات قائلا إن “إسرائيل ﻻ تحترم اتفاق فك اﻻشتباك وما زالت تقصف باستمرار بعد تحرير دمشق”، وأضاف: “ﻻ يوجد أي مبرر للانتهاكات الإسرائيلية ويجب أن تتوقف فورا”.
وأشار بيدرسون إلى أن “السلطات السورية تبذل كل جهد لحل المشاكل الأمنية وأتمنى لها النجاح.. هناك إجماع دولي على ضرورة دعم سوريا وإنجاح مهمة السلطة الانتقالية”.