دعت “قوات سوريا الديمقراطية” نظام اﻷسد للتدخل ضد القوات الجوية التركية، في حال وقوع الهجوم التركي المحتمل، في ريف حلب شمال سوريا.
وقال قائد قسد مظلوم عبدي لوكالة “رويترز” إنهم سيقومون بالتنسيق مع قوات نظام اﻷسد “لصد أي غزو تركي لشمال البلاد”، وإن قواته “منفتحة” على العمل معه ضد تركيا، لكنه نوّه بعدم وجود حاجة لإرسال قوات إضافية.
وأضاف عبدي أنه يجب على النظام استخدام أنظمة الدفاع الجوي ضد الطائرات التركية، معتبراً أن هذه مهمته اﻷساسية، ووأن “الأولوية هي الدفاع عن الأراضي السورية”، وأنه يجب أن لا يحاول أحد “استغلال الوضع لتحقيق مكاسب على الأرض”.
كما اعتبر أن “أي هجوم جديد سيؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص وإلى معركة أشد وانتشار أوسع”، مدعياً أن ذلك سيكون في صالح تنظيم الدولة”.
سيناريو فاشل متكرّر
اتخذت قسد ونظام اﻷسد نفس الطريقة في التعامل إعلامياً مع العمليات السابقة التي شنّها الجيش التركي في الشمال السوري، حيث يجري الحديث في كلّ مرة عن دعم وإرسال قوات، إلا أن الجيش التركي يكمل عملياته العسكرية وفق المخطط لها.
وكان مسؤول في نظام اﻷسد قد توعّد قبيل إطلاق عملية غصن الزيتون باستهداف الطائرات التركية، و”الدفاع” عن البلاد، لكن مسؤولاً تركياً تحدّاه أن يستطيع نظام الأسد إطلاق صاروخ واحد ضد الطيران التركي، مؤكداً أن ذلك الكلام عبارة عن هراء واستعراض.
وقالت خارجية نظام اﻷسد الشهر الماضي، إنها ستعتبر أي عملية تركية جديدة “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية”.
ويسلط هذا الوضع الضوء على شبكة العلاقات المعقدة في شمال سوريا، بين قسد والنظام وروسيا وإيران، وفي حين تدعم واشنطن قسد فإن اﻷخيرة تنسق مع النظام وحليفته روسيا.
ما هو الموقف الروسي؟
تكشف دعوة عبدي لنظام اﻷسد للتدخل عن خيبة أمله في مساندة الولايات المتحدة أو حتى روسيا، حيث تبدو أن اﻷخيرة – وفقاً لتقارير – تستغل مجدداً الضغط الذي يفرضه الهجوم التركي المرتقب على قسد لدفعها نحو مزيد من التنازل لصالح النظام.
ولم تصرّح موسكو بموقف واضح من العملية التركية، فيما تكثف من طلعاتها الجوية فوق تل رفعت، وريف حلب بشكل عام.
وأشار عبدي إلى اجتماع قادم بين وزيري خارجية روسيا وتركيا لبحث التوتر القائم، معرباً عن أمله في التوصل إلى خفض للتصعيد.
وأضاف أن “أي تسوية يتم التفاوض عليها يجب أن تشمل وقف هجمات الطائرات المُسيرة التركية في شمال سوريا”، مضيفاً: “هذه ستكون من مطالبنا الأساسية”.
وكان الرئيس التركي قد توعّد بالسيطرة على المنطقة بين منبج وتل رفعت في ريف حلب، فيما يزيد الجيش التركي من معدّل ضرباته المدفعية على قسد، وسط حالة من الترقب.