قطع محتجّون شارعاً رئيسياً في بلدة جنديرس قرب الحدود التركية في ريف عفرين، شمال حلب، ظهر اليوم السبت، فيما دعا نشطاء اﻷهالي للخروج في مظاهرات جديدة ضد شركات الكهرباء شرقي حلب، ضمن احتجاجات مستمرة لليوم الثاني على التوالي.
وأصدر الجيش الوطني السوري والمجلس اﻹسلامي السوري بيانات للتعليق على اﻷوضاع المتوتّرة، داعين إلى تنظيم الاحتجاجات وضبط النفس.
ويحضّر نشطاء من مدينة مارع وريفها شرقي حلب، للتظاهر أمام مقر شركة الكهرباء السورية – التركية العامة، متوعّدين بمواصلة احتجاجاتهم حتى يتم تحسين واقع الخدمات وتخفيض اﻷسعار.
كما يُتوقّع تجدّد المظاهرات التي بدأت أمس الجمعة، في عدة أماكن أخرى من ريفي حلب الشمالي والشرقي.
وفاة شخص برصاص الشرطة يثير الغضب والاستنفار
شهدت ناحية جنديرس حالة من الاستنفار والتوتر على خلفية وفاة رجل صباح اليوم، متأثراً بطلق ناري أصيب به أمس أثناء الاحتجاجات، مصدره قوات الشرطة المدنية.
كما انتشر عناصر من الجيش الوطني السوري، وأيضاً القوات التركية، في بعض المناطق، بينما تشوب اﻷوضاع حالة من الهدوء الحذر.
كهرباء إعزاز ترفع السعر وتدعو اﻷهالي لعدم الغضب
وجّهت شركة الكهرباء في مدينة إعزاز دعوة للوجهاء للاجتماع معهم وبحث قرارها برفع سعر الكهرباء، وذلك في محاولة لامتصاص وتهدئة حالة الاحتقان الشعبي، والتخوّف من وصول الاحتجاجات إلى المدينة.
وقامت شركة الكهرباء في إعزاز، صباح اليوم برفع مقدار الشريحة الأولى إلى 200 كيلو واط بدلاً من 100 كيلو واط، بسعر 2.45 ليرة تركية.
وقال مدير العلاقات العامة للشركة في رسالة صوتية وجّهها إلى “الوجهاء والقادة والتجار”، إنهم يريدون بحث ملف القضية بشكل مشترك غداً أو بعد غد، واعداً بعدم رفع السعر مالم يوافق اﻷهالي.
الجيش الوطني يقدّم نفسه كوسيط للحل
أصدرت “إدارة التوجيه المعنوي”، بالجيش الوطني السوري، اليوم السبت، بياناً قالت فيه إنها تقف مع اﻷهالي في مطالبهم، وتتفهم المطالب بضرورة تحسين الحالة المعيشية والإدارية العامة من جميع النواحي.
كما ناشد البيان بـ”تنظيم الاحتجاجات بالصورة الحضارية المعهودة عن الشعب السوري” و”الالتزام بالهدوء، والشروع بانتخاب لجان شعبية من كل منطقة لتتحدث باسم المتظاهرين وتنقل مطالبهم”.
وأوضح البيان أن هذه الخطوة ستساعد الجيش في “تأطير الحوار بين الأهالي وبين الجهات المعنية لإيصال صوت المتظاهرين”، داعيا الأهالي إلى “المساعدة في نقل المطالب المشروعة والمحقة”.
كما نوّه إلى “ضرورة أخذ الحذر ممن لا يريدون بكم ولا بالمناطق المحررة الخير فيعمدون إلى التكسير والحرق، ليلتفوا على مطالبكم و يشوهوا حراككم السلمي الرزين”.
المجلس اﻹسلامي يعلّق على الاحتجاجات
اعتبر المتحدث باسم المجلس الإسلامي السوري “مطيع البطين”، أن مطالب اﻷهالي محقة، ومكفولة شرعاً، داعياً في الوقت نفسه إلى الابتعاد عن “التخريب”، ومنتقداً مواجهة الشرطة للمتظاهرين بالرصاص الحي.
وقال إن “الاحتجاج على الفساد حق تكفله الشرائع جميعاً، والثائر الحق هو من يعبر عن مطالبه بأجمل الصور الحضارية بعيداً عن الحرق والتخريب، ومواجهة المتظاهرين بالرصاص جريمة مدانة تصعّد الأوضاع ولا تحلها”.
وكانت “الشركة السورية – التركية للطاقة الكهربائية” قد ادعت أنها تعرّضت أمس الجمعة، إلى “أعمال إرهابية وتخريب ممنهج”، رافضةً الرضوخ إلى مطالب المحتجين.