دعا باولو بينيرو، رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا والخبير الحقوقي، مجلسَ حقوق الإنسان لبحث تأمين الاحتياجات الإنسانية في سوريا عبر كلّ الطرق الممكنة، بدلا من الاكتفاء بالحديث عن مخاطر إغلاق المعبر الوحيد المتبقي شمال غرب البلاد.
ويعتمد أكثر من 14 مليون سوري على المساعدات الإنسانية، في عموم البلاد، فيما يواجه 12 مليونا منهم انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفقا للتقديرات اﻷممية.
وقال بينيرو في جلسة لمجلس حقوق الإنسان، أمس الأربعاء إنه من غير المعقول أن تركز نقاشات مجلس الأمن على إغلاق معبر باب الهوى الحدودي، دون السعي للبحث عن بدائل.
وأشار إلى أن النقاشات تدور حول العواقب المحتملة من دون دراسة كيفية توسيع نطاق الوصول إلى المعونة المنقذة للحياة في جميع أنحاء البلاد، مؤكدا على ضرورة توصيلها عبر كل الوسائل المتاحة.
وناشد بينيرو “أطراف النزاع” في سوريا لإزالة جميع العوائق التي تمنع وصول المساعدات أو تؤخرها، معتبرا أنها أخفقت على مدى السنوات الماضية في تسهيل المرور السريع ورفع العوائق أمام المساعدات الإنسانية للمدنيين المحتاجين في جميع أنحاء البلاد.
إعادة اللاجئين تحت حكم اﻷسد
فنّد المسؤول اﻷممي مزاعم “العودة الآمنة” إلى سوريا في ظل بقاء اﻷسد، ودون تحقيق حلّ سياسي، مؤكدا أن هناك خطرا على أكثر من 13 مليون سوري غادروا بلادهم.
وقال بينيرو خلال الجلسة نفسها: “يتعرض ملايين اللاجئين الذين فرّوا من البلاد الآن لضغوط متزايدة للعودة”، رغم رفضهم لذلك، مشيرا إلى صعوبة اﻷوضاع العامة في مختلف أنحاء سوريا.
وبيّن أن مفوضية اللاجئين أجرت مؤخرا استطلاعا للرأي في صفوف اللاجئين السوريين، أظهر أن حوالي 93% لا يفكرون بالعودة في العام المقبل على اﻷقل.
وسلّط الضوء على ملف وجود الآلاف من أقارب المقاتلين الأجانب في تنظيم الدولة محتجزين في ظروف مروعة بمخيمات شمال شرقي سوريا، الخاضعة لسيطرة قسد.
وأكّد أن حوالي 40 ألف طفل لا يزالون محتجزين في أوضاع صعبة للغاية بمخيمي الهول والروج، في منطقة شرقي الفرات، بينما لا يزال انعدام الأمن منتشرا في الهول.
ووفقا لما أفاد به بينيرو فقد تمّ الإبلاغ عن 24 جريمة قتل خلال العام الحالي، في مخيم الهول، فضلا عن استهداف العاملين في المجال الإنساني؛ حيث قُتلت ممرضة من الهلال الأحمر، وجُرح طبيب من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.