وصل وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إلى العاصمة التركية أنقرة، اليوم الخميس، لإجراء محادثات بين الجانبين، في زيارة هي اﻷولى من نوعها بعد سنوات من التوتّر بين الحانبين، فيما أعلنت وسائل إعلام تركية وإسرائيلية عن إحباط عملية جديدة للاستخبارات اﻹيرانية تستهدف مصالح لتل أبيب في تركيا.
وقال مسؤول إسرائيلي إن “التهديد” الذي تشكّله المخابرات الإيرانية ضد مصالح تل أبيب في تركيا، لا يزال قائماً، بعد نحو أسبوعين من إعلان اعتقال أفراد خلية تابعة للحرس الثوري في اﻷراضي التركية.
وكانت صحيفة معاريف الإسرائيلية قد كشفت في العاشر من الشهر الجاري عن اعتقال الاستخبارات التركية ﻷفراد الخلية اﻹيرانية التي كانت “تخطط لاستهداف مصالح إسرائيلية في تركيا”، وذلك بعد معلومات قدّمتها تل أبيب إلى أنقرة.
ونقل موقع “أكسيوس ميديا” اﻹخباري اﻷمريكي عن “مسؤول إسرائيلي” لم يكشف عن اسمه، اليوم الخميس، أن “الاعتقالات الأخيرة بتركيا أزالت بعض التهديد ضد الإسرائيليين لكنه لا يزال موجوداً”.
من جانبها كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، في مقال لها اليوم، أن الاستخبارات التركية تمكّنت من إحباط محاولة إيرانية لاختطاف دبلوماسيين إسرائيليين، حيث كشفتها قبيل زيارة لابيد لأنقرة، والتي بدأت صباح اليوم.
وذكرت وكالة “اﻷناضول” أن المخابرات التركية أوقفت في إسطنبول 5 إيرانيين ومواطنين أتراكاً، بتهمة التخطيط لاغتيال سياح إسرائيليين.
إقالة رئيس الاستخبارات اﻹيرانية بعد العملية الفاشلة
أقال الحرس الثوري الإيراني، اليوم، رئيس استخباراته حسين طائب، وفقاً لما أعلنه رمضان شريف، متحدث الحرس الثوري، في تصريحات نقلها التليفزيون الرسمي.
وأشار شريف إلى تعيين محمد كاظمي رئيساً لاستخبارات الحرس الثوري، خلفاً لحسين طائب، دون إيضاح أسباب اﻹقالة.
وفي المقابل أعلن المتحدث تعيين طائب مستشاراً للقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي، بعد نحو 12 عاما من توليه منصب رئيس استخبارات الحرس الثوري.
ويأتي ذلك في أعقاب تقارير صحفية إسرائيلية نشرتها معاريف ويديعوت أحرونوت، ذكرت اسم “طائب” واتهمته بالوقوف خلف “مخطط إيراني” لاستهداف إسرائيليين في تركيا، فيما أعلنت وزارة الخارجية التركية، الأسبوع الماضي، أن تركيا “بلد آمن” في رد غير مباشر على تلك التقارير.
تطوّر ملحوظ في العلاقات اﻹسرائيلية – التركية
تعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها منذ 16 عاماً لوزير خارجية إسرائيلي، حيث كانت الوزيرة السابقة تسيبي ليفني قد زارت أنقرة في عام 2006.
وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الشروع في إجراءات رفع التمثيل الدبلوماسي مع إسرائيل إلى مستوى سفير، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده اليوم مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد، بالعاصمة التركية أنقرة.
وقال إنه أكد خلال محادثاته مع لابيد على دفع الحوار الإيجابي بين تركيا وإسرائيل بخطوات ملموسة، مضيفاً: “سنواصل الزيارات المتبادلة الرفيعة على المدى القصير”.
وإشار إلى إحباط العملية اﻹيرانية قائلاً: “مؤسساتنا الأمنية تواصل العمل بتعاون وثيق، وأود التأكيد على أنه لا يمكننا السماح بوقوع أحداث من هذا النوع في بلادنا، ولن نسمح بتصفية الحسابات داخل بلادنا، كما لا يمكننا السماح بوقوع هجمات إرهابية”.
وأردف: “المشاورات السياسية والإقليمية الثنائية بين وزارتي خارجيتنا مهمة، وباشرنا بإجراءات رفع مستوى تمثيلنا الدبلوماسي إلى مستوى سفير”.
وأوضح الوزير أن تركيا تتعاون مع إسرائيل بملف الأمن، مضيفاً: “كنا على تواصل وثيق مع لابيد بخصوص تهديدات إرهابية ضد مواطني إسرائيل في بلادنا”.
واستطرد: “مؤسساتنا واصلت تبادل المعلومات الاستخباراتية فيما بينها، كما تباحث الرئيس (الإسرائيلي إسحاق) هرتصوغ مع الرئيس رجب طيب أردوغان بشأن هذه القضية”.
يشار إلى عقد عدّة لقاءات في إطار الزيارة، ستتناول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.