توصّلت كل من تركيا وروسيا إلى اتفاق بمشاركة أوكرانيا يسمح بإيصال الحبوب والقمح منها إلى الدول المستوردة، بما يساهم في تخفيف حدة الأزمة الغذائية الناجمة عن الهجوم على كييف.
وكانت الحرب الروسية على أوكرانيا قد تسببت بارتفاع أسعار كثير من المواد الغذائية عالمياً، نظراً ﻷن الأخيرة تعد من أبرز الدول المنتجة للحبوب والقمح والزيوت وغيرها؛ فضلاً عن التداعيات السلبية غير المباشرة للحرب.
وقالت صحيفة إزفيستيا الروسية، في تقرير، اليوم الإثنين، إن الدول الثلاثة توصلت إلى اتفاق على شحن الحبوب الأوكرانية من ميناء أوديسا بمرافقة سفن تركية.
وتوجد ملايين الأطنان من الحبوب مخزنة في الصوامع الأوكرانية، لكن كييف لم تتمكن من تصديرها بسبب الحصار الروسي والاشتباكات والألغام المنتشرة في البحر الأسود.
ويأتي هذا الاتفاق كإحدى نتائج الجولة الدبلوماسية التي يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في المنطقة وخارجها، شملت دولاً مختلفة.
دور محوري لتركيا
يصل لافروف إلى أنقرة في الثامن من الشهر الجاري، لبحث عدة ملفات منها الوساطة التركية في الحرب الروسية – اﻷوكرانية، والعملية التي تعتزم القوات التركية شنّها ضد قسد في سوريا.
واجتمع لافروف مؤخراً مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، حيث تعتبر منطقة الشرق اﻷوسط وأفريقيا من أبرز المتضررين جراء انقطاع القمح اﻷوكراني.
ويهدف الاتفاق مع الدول المعنية إلى فتح ممر آمن للحبوب اﻷوكرانية للوصول إلى تركيا والدول العربية واﻷفريقية، ما قد يخفف من حدة اﻷزمة الحالية.
انفتاح تركي في مقابل قطيعة دبلوماسية أوروبية مع موسكو
فوجئ وزير الخارجية الروسي بإغلاق دول مجاورة لصربيا مجالها الجوي أمام طائرته، مما اضطره للعودة وإلغاء زيارته، واصفاً ذلك بأنه “عمل عدائي”.
وأكد لافروف أن تلك الخطوة لن تزعزع علاقة روسيا مع صربيا، معتبراً أن “هناك من لا يرغب في منح موسكو مساحة للتحدث مع صربيا والتأكيد على مواقفها تجاهها أو تجاه البوسنة” ومشيداً بـ”موقف صربيا وتصريحات رئيسها بعدم اتخاذ أي أنشطة مناوئة لموسكو”.
كما جدّد الوزير الروسي هجومه على الغرب والدول اﻷوروبية معتبراً أنها “تخشى الحقيقة وكشف التزوير الذي ملأ وسائل الإعلام” وأن “الاتحاد الأوروبي يريد من الدول الأعضاء اتباع سياسة مناوئة لروسيا”.
وأعلن أن وفداً روسيّاً سيصل إلى تركيا للتحدث بالتفصيل بشأن نقل الحبوب، مؤكداً أن العسكريين الروس يفتحون ممرات لخروج السفن من الموانئ الأوكرانية، وأن على الأوكرانيين تفكيك الألغام البحرية.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ادعى في تصريح يوم الجمعة الماضي أن أزمة الغذاء العالمية “مصطنعة”، وأنه يمكن تصدير الحبوب عن طريق بيلاروسيا، بشرط رفع العقوبات المفروضة عليها.